قبل أعوام قليلة لا تزيد على الخمس سنوات واجه جوال الكاميرا في بلادنا رفضاً قاطعاً وصدرت بحقه قرارات ترفضه وتمنعه، وشيئاً فشيئاً بدأ الجوال بالانتشار وصارت شركات الجوال تحترف تسويق أجهزة الجوال بتطوير "الكاميرا المدمجة" لكن ما لم يدر بخلد أحد أن يمتلك الناس منابر إعلامية "شخصية" ومتنقلة، يستطيع فيها الفرد وبضغطة زر واحدة تسجيل الحدث وإرساله إلى ملايين الناس، دون أن يكلفه ذلك دفع مال أو مجهود يذكر. هذا عصر الإعلام الشخصي الذي يمنح فرصا متكافئة وعادلة للجميع بنشر ما يحبون وبتقنية بسيطة لا تتطلب أي مهارات خاصة. من الظواهر الفنية الجديدة الأفلام القصيرة التي تصور بآلات تصوير بسيطة وتبث عبر أجهزة الجوال، وكذا مقاطع الفيديو المنتشرة كطرائف مصورة أو مقاطع لأحداث غريبة أو مقابلات. كل هذه الاستخدامات المنوعة جعلت وجود الكاميرا حاجة ملحة عند إنسان اليوم الذي جرب إيصال صوته بلا وسائط والتعبير عن رؤيته وهواياته ومهاراته بصفة فردية "شخصية" وسهلة، والغريب والجميل في آن واحد أن الموديلات الحديثة لبعض أجهزة الجوال تتيح للمستخدم تحرير ملفات الفيديو وإضافة المؤثرات الصوتية والمرئية على العرض المصور، وذلك عبر لوحة تحكم بسيطة يتقنها الصغار فضلاً عن الكبار، إنه أشبه ما يكون بأستوديو الأفلام. هذه التسهيلات والتطورات التقنية تلقي على عاتق الجيل الشاب مسؤولية التعبير الكامل عن كوامنه فالإعلام ليس مملوكاً لأحد وهو في متناول اليد فالفيصل هو المحتوى المنافس. إنه عهد الإعلام الشخصي بالوسائط المرئية والصوتية والتدوين والتصوير، عهد يشارك في بنائه الجميع، ويستقبله الجميع وينقده الجميع أيضاً..