مجلات ذات شهرة عالمية باستحداثات في عالم الصحافة والنشر والتوزيع جاءت ي السنين الأخيرة بنزعة جديدة، أو ميل لم يكن معروفاً من قبل وهو إظهار القوائم السنوية للأثرياء. وقبلها جاءت موسوعات أتعبت نفسها في جمع أسماء مشاهير في ناحية أو ظاهرة أو بطولة، كأطول رجل، وأكبر كعكة، وأطول رغيف خبز، وتطول القائمة. وموسوعة "غينيس "للأرقام القياسية أصبحت على كل لسان منذ أن أسسها الإنجليزي السّير "هيو بيفر"، الذي شغل آنذاك منصب مدير معمل "غينيس" لصناعة الجعة (البيرة). أثناء مشاركته في رحلة صيد. دار الجدال حول أسرع طير يستخدم كطريدة في ألعاب الرّماية في أوروبا،. في تلك اللحظة، أدرك السّير "بيفر"مدى النجاح الذي قد يحقّقه كتاب يأتي بالأجوبة الشافية عن هذا النوع من الأسئلة. فكان على حق. بدأت فكرة السّير "هيو" تتجسّد واقعًا ملموسًا عندما أوكِل "نوريس" و"روس ماكويرتر"، اللذين كانا يديران وكالة لتقصّي الحقائق في لندن، مهمّة جمع ما أصبح في ما بعد "كتاب غينيس العالمي للأرقام القياسية". وصدرت النسخة الأولى منه في 27آب 1955، ليتصدّر لائحة الكتب الأكثر رواجاً في العام نفسه. ومنذ ذلك الحين، أصبح المؤلف معروفا وغير منافس. وداعبتني ذات يوم فكرة تدوين قائمة سنوية بأسماء من اتصفوا بالنزاهة والتجرد والطهارة والإنصاف وإنكار الذات في الوطن العربي. ولا يعني أن المجلات أهملت أسماءهم أنهم غير موجودين، وأتوقع وجود عدد ولو قليلاً منهم. وسأقوم ببعث القائمة تلك إلى كل مطبوعة عربية. فإن قبلوا نشرها فلهم مني الدعاء بالخير، وإن رفضوا فسأعرض عليهم أخذ المادة كإعلان مدفوع الأجرة، وسوف لا يأخذ حيّزا كبيرا، ولن يُلحق الضرر بالمطبوعة. وسأجمع تكلفة الإعلان من أهل الخير (ولا أخال وجود محذورات لدى وزارات الإعلام في الوطن العربي..!!). إذا لم أوفق في المحاولتين فما أمامي سوى تكليف مختص بالإنترنت لتأسيس موقع لهذا الغرض. ومرة أُخرى لا أرى في الأمر محذورات إعلامية أو أمنية. حتما سأحتار بمسألة المعيار..!. فمن هو النزيه... ومن هو غير النزيه.. ومن يأتي بين بين. أعتقد أن الناس لا يُجمعون على خطأ. فإذا نمي إلى علمي أن فلاناً من الناس"يلهف" فالله وحده حسيبه، لكنني سأستبعده من قائمتي السنوية.