ساعد اعتدال الطقس في المشاعر المقدسة على افتراش الحدائق العامة من قبل حجاج بيت الله الحرام، حيث اكتضت الحدائق العامة بضيوف الرحمن وافترشت أعداد كبيرة منهم حدائق العدل والعزيزية ونصبوا فيها خيامهم بسبب قربها من مشعر منى. "الرياض" التقت عدداً من حجاج بيت الله الحرام في حديقة العدل، وقال في البداية الحاج مصطفى محمد محمود: إنني اعمل بمنطقة الرياض وقدمت لمكة بأسرتي في نهاية شهر ذي القعدة وقبل وصولي كنت افكر في محل إقامتي خاصة وأن أسعار حجاج الداخل ليست في متناول يدي نظراً لضيق ذات اليد وأبنائي أربعة وودت أن أؤدي فريضة الحج قبل مغادرتي للبلاد حيث انتهت فترة عملي بالمملكة واستطرد قائلاً: ما ان وصلت لمكة حتى صادفت عدداً من الحجاج نصبوا خيامهم في حديقة العدل فتهللت فرحاً واتجهت لمحل بيع الخير واشتريت خيمة ونصبتها أنا وأبنائي وسنقيم فيها حتى نهاية الموسم وكما تشاهدون بالقرب مني كثير من الحجاج - سعوديون ومقيمون - حتى ليال المبيت بمنى سنقضي حتى منتصف الليل بمنى وسنعود لخيمتنا نقضي بها باقي الليل واليوم. وفي خيمة أخرى بنفس الحديقة يسكن مجموعة من المقيمين من أبناء الجالية الهندية (أثنى عشر شخصاً) ويعملون في منطقة القصيم، واتفقوا على أداء مناسك الحج فاتجهوا لمكة منذً النصف من شهر ذي القعدة، وقال عبدالراشد خان اتفقنا على أن نسكن في أي مكان سواء تحت جسر أو حتى تحت شجرة ومن وجد منهم عملاً فلا ضير في ذلك حتى بداية موسم الحج. وأضاف: ما إن وصلنا إلى مكة حتى وفرجت أمامنا ووجدنا الحديقة تفتح النفس، وساعد على الراحة بها اعتدال الجو وكنا في البداية نرتاح بها بلامخيم ولكن سرعان ماشاهدنا المخيمات تنصب حولنا وسارعنا بشراء هذه الخيمة وقمنا بنصبها وكما تشاهدون في راحة لاتوصف إضافة الي أننا وجدنا أعمالاً بعضنا في الحراج القريب وبعضنا وجد عملاً في مخيمات منى ونعود في المساء للراحة وللنوم وسنبقى بها حتى نهاية حجنا بمشيئة الله. وقال الحاج فايز فسطاط مقيم أردني إن اعتدال الجو هو الذي ساهم في انتشار هذه المخيمات فانا حججت وأسرتي مع حملة حج ولكن رغبت ان أجتمع مع زوجتي وأولادي في مكان مخصص بعيداً عن مخيمات الحملة وانا أعد من العارفين بمسالك الطرق في مكة، حيث قضيت بها أكثر من عشرة أعوام قبل أن ينتقل مقر عملي لمنطقة تبوك ولذا سنذهب لمشعر منى للمبيت وسنعود لخيمتنا كل صباح للراحة فيها خصوصاً انه اصبح من الصعب نصب الخيام الصغيرة في مشعر منى التي تحولت الى مدينة متكاملة من الخيام ولم يبق سوى الشوارع والجسور التي يصعب البقاء فيها. واضاف ان الحج ايام معدودة وفكرة الخيمة في الحدائق المجاورة فكرة اقتصادية ومنخفضة جداً مقارنة بتكاليف الحج عبر الشركات والمؤسسات المخصصة لتقديم خدمة الحج. وقال احمد قاسم (يمني الجنسية) تقدم بي العمر ولم أستطع توفير المبلغ الذي أقدمه لكي أحج بالطريقة الرسمية لذا قررت أن أتجه للملكة سيراً على الأقدام "عن طريق التهريب" وتمكنت أن أصل إلى مكة وأديت مناسك العمرة خلال موسم رمضان وبقيت متخفياً عن أعين رجال الجوازات طيلة شهري شوال وذي القعدة ومع إطلالة شهر الحج اتفقت أنا ومجموعة من بني جلدتي لنصب خيمة هنا ونبقى بها حتى نهاية الموسم لأننا لن نغادرها إلا يوم عرفة وأما ليال التشريق سنذهب مشياً على الأقدام لمشعر منى للمكوث بها ساعات معدودة ثم العودة مرة أخر لخيمتنا.