أكدت الخدمات الكبيرة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين لراحة ورفاهية ضيوف الرحمن خلال أدائهم المناسك في جميع المشاعر المقدسة تحقق الهدف النهائي لتلك الخدمات وهو تفرغهم التام للعبادة بكل يسر وسهولة. وتأتي جميع آراء ضيوف الرحمن متفقة على المستوى العالي للخدمات التي تقدم لهم في كل التفاصيل التي تتعلق بوجودهم في الرحاب الطاهرة، وفي مشعر منى الذي حظي بخدمات راقية يبرز مشروع خيام الإسكان كأحد المشروعات الخدمية المتطورة التي وجدت الإشادة من الحجاج من داخل المملكة وخارجها بما يضمه من تجهيزات وتوفير جميع سبل الراحة والأمان لهم، مؤكدين أنهم شعروا بالأمان والارتياح فيها، وأنها أسهمت في أداء حجهم والتفرغ لأداء جميع العبادات بكل يسر وسهولة واطمئنان. فرق كبير بين الماضي والحاضر يقول الحاج أحمد شتوي إنه وجد ارتياحا كبيرا في المبيت بالخيام المعدة من قبل الحملة الخاصة بهم، والخيمة التي يسكن بها تتوفر فيها كل سبل الراحة ولا تختلف كثيرا عن المبيت في منزل لما يتمتع به من جاهزية لجميع الخدمات. أما فرحان العنزي فيؤكد أنه حج قبل نحو عقدين وبات في خيام اعتيادية وأن هناك فرقا كبيرا جدا فيما بينهما، حيث إنه كان يشعر بعدم الأمان والاستقرار لكثرة حوادث الحريق، أما الآن فإن الوضع يختلف كثيرا بفضل الله ثم بوجود الخيام المقاومة للحرائق. ويؤكد عادل الثقفي أن ما يميز الخيام الجديدة هو توفر الحراسات ووجود أبواب محددة لا يمكن أن ينفذ إليها أحد عدا حجاج الحملة، إضافة إلى توفر سبل أمان عديدة تتمثل في وجود طفايات الحريق وقرب الخدمات لها. خصوصية وأمان الحاجة أميرة تاج الدين، تحج لأول مرة هذا العام، تقول إنها كانت تسمع عن الخيام وتوقعت أنها شبيهة للخيام الاعتيادية لكنها اكتشفت عكس ذلك، وتذكر عددا من المميزات للخيام من أبرزها الاتساع وتوفر عنصر الخصوصية بالنسبة للنساء وتواجد دورات المياه والخدمات بقرب المخيم إضافة إلى سهولة التحرك والأمان. الخيام المطورة يعتبر مشعر منى من أكثر مناطق التجمعات السكانية في العالم ويعود ذلك إلى محدودية المساحة المتاحة للسكن فيها، وللأعداد الكبيرة من الحجاج الذين يتوجب عليهم السكن بها لعدة أيام، وتعتبر الحرائق التي حدثت في منى الأعوام السابقة - قبل تنفيذ مشروع إسكان الحجاج - من أبرز المخاطر التي هددت سلامة وأمن الحجاج. ومن أجل توفير المزيد من سبل الأمن والسلامة والراحة لضيوف بيت الله الحرام فقد شرعت المملكة في تنفيذ مشروع الخيام المطورة بمشعر منى بديلا عن الخيام التقليدية التي كان يستخدمها الحجاج في المشاعر المقدسة بخيام مقاومة للحريق مصنعة من مواد غير قابلة للاشتعال، حيث شمل هذا المشروع تغطية جميع مناطق التخييم في منى بما فيها المناطق الحكومية إضافة إلى المصاطب وقطع الأراضي التي تم تهذيبها والواقعة بمحاذاة سفوح الجبال بمشعر منى وكذلك الأراضي المتصلة بمنى والواقعة لجهة الشرق باتجاه مزدلفة مما ساعد على زيادة الطاقة الاستيعابية لإسكان الحجاج بمنى وبذلك تصبح المساحة الإجمالية لهذا المشروع العملاق في مراحله الثلاث 2.5 مليون متر مربع، وقد تم تنفيذ المشروع من بإشراف مباشر من الإدارة المركزية للمشروعات التطويرية بوزارة الشؤون البلدية والقروية «الأشغال سابقا». استعداد مبكر للحجاج المدير العام لمشروع إسكان الحجاج بمنى التابع لوزارة المالية المهندس فهد بن عبدالله الشريف يقول إنه تم اتخاذ كافة الترتيبات والاستعدادات اللازمة وتوفير الخدمات بإسكان الحجاج والتنسيق والتعاون مع جميع الجهات المعنية لتحقيق ذلك منذ وقت مبكر، مشيرا إلى أنه تم التنسيق مع الشركة الوطنية للمياه بإجراء التجارب على شبكات المياه بالمشاعر المقدسة، والتأكد من جاهزيتها، وفتح المياه من شهر شوال، كما تم التأكد من جاهزية التيار الكهربائي والتكييف في جميع الخيام. وبين الشريف أن مشعر منى قسم إلى ثلاثة أقسام «شركات» تعمل على قدم وساق لتوفير كافة سبل الراحة لإسكان الحجاج، مشيرا إلى أنه تم خلال الموسم الماضي تخصيص منسق للعمل في غرفة العمليات لتلقي البلاغات ومعالجتها أولا بأول، وقد حققت هذه التجربة نجاحا ملموسا. وبما يتعلق بالأمن والأمان في الخيام فقد أفاد أنه تمت مخاطبة إدارة الدفاع المدني بألا تكون هناك أي عقبات تخص الأمن والسلامة وطفايات الحريق وصناديق الحريق، مشيرا إلى أنه تم هذا العام وضع برنامج لغسيل وتنظيف المخيمات من قبل المشروع وتم تجهيزها من تكييف وإضاءة وتجهيزات. طابع إسلامي ومقاومة للحرائق وقد روعي في اختيار المادة المستخدمة في تصنيع الخيام أن تكون مقاومتها عالية للاشتعال ولا تنبعث منها غازات سامة علاوة على اختيار شكل الخيام ليكون ملائما للطابع الإسلامي إلى جانب تقسيم كل قطعة أرض بمنى إلى عدة مخيمات تحدها أسوار ومرتبطة بواسطة ممرات متناسقة مرصوفة ومنارة ومزودة بإشارات تدل على مجموعات الخيام ومخارج الطوارئ، وفي وسط كل مخيم توجد مجموعة من دورات المياه والمواضئ وعند المدخل الرئيس خصصت خيمة لتكون مقرا للمطوف وتم بجانبها وضع تجهيزات توزيع الطاقة الكهربائية، كما يوجد إلى جانبها المطبخ الذي يستخدم لتجهيز الطعام وتوزيعه وبجانبه موقع خاص لجمع النفايات ليسهل الوصول إليها من داخل المخيم، وقد تمت إحاطة كل مخيم بأسوار معدنية تتخللها بوابات رئيسية وأخرى للطوارئ، وكذلك تم تزويد المخيمات بالمكيفات الصحراوية والإنارة الداخلية، إضافة إلى تزويد الخيمة بمأخذ للطاقة الكهربائية، وقد صممت الخيام بحيث لا تتسرب مياه الأمطار إلى داخلها ويتم تصريفها إلى مجاري المياه، كما زود المشروع بشبكة متكاملة لمياه إطفاء الحريق، كما تحتوي كل خيمة على رشاشات للمياه تعمل بشكل تلقائي بمجرد استشعارها بالحرارة وعند خروجها من الرشاشات فإنه يتم إصدار صوت من جهاز الإنذار في خيمة المطوف ليتم تنبيهه إلى الخطر، وتشتمل كل خيمة من المخيمات على طفاية للحريق .