كان لاعلان المصدر المسؤول بوزارة الداخلية عن خبر القبض على 9أفراد من أفراد عصابة لتهريب المخدرات اثر كبير في نفوس كل المواطنين الذين تلقوا الخبر، وذلك لروح الفداء التي أظهرها منسوبو سلاح الحدود دفاعاً عن الوطن، وأيضاً لعدم تمكن المجرمين من الافلات من قبضة العدالة. فأي شيء يشفي غليل المواطن من هذه العصابة التي قامت بتهريب هذه الكمية المهولة من المخدرات، ولتلك الطريقة الاجرامية التي انتهجوها بقتل احد الجنود واصابة آخرين إصابة بالغة. 700كم من المطاردة بين افراد هذه العصابة العاتية المجهزة، وبين رجال حرس الحدود، لم تفت هذه المطاردة في عضدهم او تقلل من عزائمهم ورجولتهم، فإما النصر على العابثين وإما الشهادة. فكانت كلتا الحسنيين، الشهادة لأحد الأبطال، والنصر العظيم بالقبض على المفسدين والمخربين. ظن أولئك المجرمون انهم سيفلتون من العقاب، او سيعودون من الغنيمة بالإياب بعد ان قاموا بمحاولة لإخفاء معالم الجريمة بالدفن للسيارة التي تحمل المخدرات بعد حرقها. ولكن ما علموا ان الله سيكشف كيدهم ويرده إلى نحورهم بفضل من الله ثم جهود رجال الأمن البواسل وعلى رأسهم سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، فأين يذهب المجرمون في هذا البلد الآمن وكما قال المؤسس الملك عبدالعزيز يرحمه الله عن أي مجرم "أين يذهب في السما برقية وفي الأرض قرِّية". وحينما كنت عضواً ومقرراً في لجنة حصر المواقع الأثرية بمنطقة عسير، ذهبنا إلى مناطق جبلية وعرة وخطرة في الربوعة وظهران الجنوب، وذلك بالتنسيق مع رجال سلاح الحدود، حيث رافقنا المقدم سعيد المهجري، ورأينا كيف أن رجال سلاح الحدود ينتشرون في الجبال وبين الصخور وفي شعاب الأودية على أهبة الاستعداد، ولا يكاد المرء يراهم إلا لمن يعرف موقعهم، وذلك لأنهم يأخذون لون تلك الصخور في ملابسهم، لا يأهبون للهوام والعوادي في تلك القفار الموحشة. وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على روح التضحية من هؤلاء الرجال وعلى قوة ذلك الجهاز وفعاليته في حماية الوطن المستهدف، وطن الأمن والأمان. نقول شكراً لأولئك الأبطال الأشاوس الذين خاطروا بحياتهم، وقاموا بتلك المطاردة الرهيبة، نقول شكراً لكل إخوانهم المساهرين المرابطين على ثغور الوطن لحماية ابناء هذه البلاد في البر والبحر، حمى الله بلادنا من كل سوء ومكروه.