في واحدة من لحظات المكاشفة العديدة لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة والآثار .. أشار سموه في تقرير أعده الزميل محمد عبد الرزاق السعيد نشر في صفحة عقارات ومساكن بجريدة الرياض عن وضع استراحات الطرق في المملكة العربية السعودية .. إلى أن وضع هذه الاستراحات والذي يعتبر الأسوأ على مستوى الطرق الموصلة بين المدن في العالم .. مخالفةً المعنى اللغوي لاسمها تماماً ..! قبل فترة تم تداول بريد إلكتروني عن وضع مقارنة بين استراحات الطرق بين إمارات دبيوأبوظبي والعين في مقاربة بعيدة العهد جداً مقابل استراحات الطرق في السعودية .. كنت أعتقد بوجود شيء من المبالغة في هذه المقارنة .. أو قليل من تجميل الصورة على حساب ما لدينا حتى رأيت قريباً .. ما يدّعم تلك الصورة قديماً .. بل ويفوقها ..! باختصار .. إن اختيارك لسلوك الطريق البري لدبي أو أبوظبي .. يعتبر رحلة رائعة لا تكاد تنسى .. فعلى يمينك وشمالك أعمدة إنارة لطيفة .. وحزام من الغابات على طول الطريق .. ينطلق بأفكارك إلى أقصى مدى .. وإن جرّبت الوقوف والاستجابة لنداء الطبيعة .. أو شراء احتياجاتك من السوق على جانب الطريق .. فستجد سوقاً متكاملاً يوّفر لك الاحتياج .. ويحلّق فوقه إلى الرفاهية .. من الكلوب والكابتشينو .. وأعداد لا متناهية مما تريد .. وما لا تريد أيضاً .. حيث الشركة .. التي رست عليها مناقصة الطريق .. أمام تحديين .. قانون لا بد من تلبية الحد الأوسط منه .. ومناقصة .. عادلة وشرسة .. لأي غفلة تتبعها شكوى إلى بلدية دبي . على الجانب الآخر .. فإن المملكة العربية السعودية .. والتي بدأت بواكير النهضة الاقتصادية فيها .. قبل غيرها من دول الجوار .. – اسأل من تشاء عن الخليجيين الآتين للتبضع من سوق شهير في الملز .. كان يعتبر طفرة في وقته عام 1980 م – أقول بأن خيار السفر .. لا يمثّل شيئاً محبباً إلى نفسك ..إن اضطررت للوقوف في واحدة من استراحات الطريق .. فالأمن يكاد يكون منعدماً فيها .. والخدمات متوفرة بحد الكفاف .. والبيئة الصحية .. رفاهية لا أحد يفكّر بها .. على المعتاد على هذا الوسط ..! إنه لا يمكن تصور قيام الجهة المشرفة – كما في رسالة الشؤون القانونية ببلدية دبي - بأداء مهامها واختصاصاتها كجهاز مؤسسي .. دون أن تكون هناك منظومة تشريعية تنظم أنشطتها وترسم شكل علاقتها مع المجتمع المحلي وتضفي المشروعية على أعمالها .. وهو ما نحتاجه في الأيام المقبلة من قبل الهيئة العليا للسياحة والآثار .. خصوصاً مع موسم حج يفد فيه الحجاج متعددي المشارب والثقافات .. من مواقيت ( المنافذ المكانية ) الحج المختلفة .. حيث أول ما يواجههم .. لا يمثّل أبداً .. ما أعد لاستقبالهم في الحرمين .. أليس كذلك ..؟! * الباحث في أنظمة العقار