فاصلة: "الصاعقة لا تسقط في كل مرة ترعد فيها السماء" - حكمة عالمية - يتلذذ بعض الرجال بتهديد زوجاتهم بالزواج بأخرى أو بالطلاق في محاولة فاشلة للتأديب لامرأة تقاسم أياً منهم الحياة. عندما يهدد الزوج زوجته بالزواج بأخرى أو يلوح بالطلاق خاصة اذا لم يكن لديها سند أسري، فهو لا يحترمها ويرسل إليها رسائل سلبية تفقدها الشعور بالأمان والذي هو من أهم احتياجات المرأة. إن نتيجة هذا التهديد غضب الزوجة والدخول في نفق المشاحنات أو تجاهلها للموضوع كيداً بالزوج، وفي الحالتين لا يوجد أي نتيجة إيجابية لذلك التهديد. هناك أسباب بيئية تدفع الزوج للعبة التهديد تتعلق بثقافته وتجارب الرجال المعددين في بيئته، واتخاذهم التعدد صورة من صور الرجولة، وليس تشريعا ربانيا وضعه الله وفق شروط معينة لضمان مستقبل الأسرة المسلمة. وهناك أسباب شخصية تتعلق بشخصية الزوج وطريقة تفكيره على سبيل المثال هناك من يشعر بنقص في ذاته، أو عدم قبول زوجته له لعيب فيه فيعتقد أن تلويحه بالزوجة الثانية إثباتٌ بأنه مرغوب من قبل الأخريات ..وهناك من يعتقد ان هذه الوسيلة تحث الزوجة على التفاني في العطاء أو الانشغال عنه وعدم التدقيق على أخطائه. وأحيانا يجد بعض الرجال في هذا التهديد تنفيسا عن غضبهم لعدم تمكنهم من ترويض الزوجة وهم بذلك ينتقمون لضعفهم. في رأيي أن الحياة الزوجية شركة راقية لا يجوز لأحد الطرفين إذلال الآخر أو احتقاره ولذلك فالمرأة التي تقبل التهديد دون نقاش أو لفت نظر الزوج إلى اعتراضها وعدم قبولها التجريح، ترتكب جريمة في حق ذاتها وتفرط في حقها كإنسان في الاحترام والتقدير من الآخر.