أدى يوم أمس المكمل للثلاثين من شهر ذي القعدة آلاف من ضيوف الرحمن صلاة الجمعة في رحاب المسجد النبوي الشريف حيث خطب المصلين الشيخ صلاح البدير الذي أوصى المسلمين بتقوى الله عز وجل. وقال في خطبته: قوافل الحجيج تؤم البيت الحرام وتقصد جزيرة الإسلام ودار السلام حشود ووفود في رحاب الحرمين الشريفين والمسجدين العظيمين والبلدتين المقدستين خرجوا من ديارهم يرجون ثواب الله وفضله ومغفرته ورحمته وهو الكريم الوهاب الرحيم التواب لا يرد من دعاه ولا يخيب من رجاه. واستدل بآيات قرآنية وأحاديث نبوية على عظم شعيرة الحج والأجور الكبيرة التي ينالها من طاف بالبيت وصلى خلف المقام ووقف بعرفة ورمى الجمار وحلق رأسه وأدى المناسك مقتديا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وحذر الشيخ البدير من السباب والتنابز بالألقاب والجدال والمراء والمنازعة والتلاسن والخصام والتدافع والتزاحم، حاثا الحجيج على إرشاد الضال ومساعدة العاجز المحتاج، والطمأنينة والتأني والوداعة والوقار والخشوع والسكينة، والسؤال عما أشكل، وصون الحج عما لا يليق به من البدع والخرافات والمحدثات. إلى ذلك أدى حجاج بيت الله صلاة الجمعة تحوطهم عناية الله وتظللهم رحمته ويحفهم تسامحه وغفرانه وتغشاهم السكينة والوقار وقد حازوا على فضائل عدة كأفضلية المكان وأفضلية الزمان أدوا الصلاة التي سبقت توجههم صوب مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة استعدادا لأداء مناسك الحج وسط أجواء إيمانية ونفحات ربانية في أيام مباركات وفي بلد الأمن والإيمان، حيث جندت القيادة الرشيدة في بلادنا كل الإمكانات لخدمة وراحة ضيوف الرحمن جاعلين من أنفسهم قدوة حسنة لكل مواطن ومواطنة خاصة أولئك الذين أنيطت بهم هذه الخدمة وتسنموا شرف حملها والاضطلاع بها. ويوم أمس بلغت الجهود ذروتها حيث أشرف صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة على تنفيذ هذه الخدمات وحث الجميع على القيام بها على الوجه الأكمل لأنها خدمة ذات أجرين أجر دنيوي من الدولة وآخر أخروي من رب العزة والجلال الذي يحب إذا عمل الإنسان عملاً أن يتقنه. وأشرف سموه على الخدمات وتابعها أولاً بأول ليطمئن على سير العمل وراحة وأمن الحجاج الذين احتشدت بهم المدينة أسواقها وفنادقها وشوارعها ومسجدها الشريف وقد علا البِشر وجوههم والسرور نفوسهم وهم يقضون الأيام التي تسبق أداء فريضة الحج في طيبه الطيبة. وبذلت وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي جهوداً مضاعفة لتهيئة جميع أجزاء المسجد النبوي للمصلين من ميادين وأسطح وممرات وقامت بأعمال النظافة والصيانة والفرش. كما جندت أمانة المنطقة جل طاقاتها للاهتمام بالخدمات البلدية والإصحاح البيئي ومراقبة الأسواق والمطاعم بمتابعة وتوجيه من معالي الأمين المهندس عبدالعزيز الحصين. وقامت الشؤون الصحية بتجنيد كل طاقاتها لاستقبال أي حالة طارئة للحجاج الذين يحتاجون إلى عناية طبية خاصة حيث قامت بتهيئة المراكز الصحية الثلاثة (باب جبريل والحرم وباب المجيدي) ووفرت كافة المستلزمات الطبية لهم بالإضافة إلى دعمها بالكوادر الطبية والفنية اللازمة كما تم تدعيم مستشفى الأنصار المجاور للمسجد النبوي وتوفير كل الإمكانات الطبية اللازمة وجعله في أهبة الاستعداد لتقديم الخدمات العلاجية للمرضى والمنومين، حيث أوضح الأستاذ عبدالرزاق حافظ المتحدث الرسمي للشؤون الصحية بالمنطقة أن الوضع العام للحجاج مطمئن جدا، منوها بأهمية الجولة التفقدية التي سيقوم بها وزير الصحة الدكتور حمد المانع اليوم السبت في المراكز الصحية القريبة من المسجد النبوي والمستشفيات المرجعية الكبرى كمستشفى الملك فهد وأحد والنساء والولادة والأطفال للاطمئنان على مستوى الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله. من جهته أكد مدير شرطة المدينة اللواء عوض سعيد السرحاني على جاهزية رجال الأمن العام (من شرطة ومرور وأمن طرق) لخدمة هذه الجحافل الكبيرة من الحجاج الذين تحتشد بهم أروقة المسجد النبوي وساحاته وما يحيط به من شوارع وميادين ودور سكن. وقال إنه تم وضع خطط مسبقة لانسياب حركة المرور والمشاة والتواجد من قبل أفراد الأمن على مدار الأربع والعشرين ساعة. وأكد كل من مدير الدفاع المدني اللواء صالح المهوس ومدير الهلال الأحمر الدكتور عادل القين ومدير فرع وزارة التجارة والصناعة الأستاذ خالد قمقمجي على جاهزية إداراتهم وفق خطط مسبقة لتقديم أفضل الخدمات ومواجهة أية طوارئ قد تحدث لا سمح الله فتمت زيادة عدد فرق الدفاع المدني ونشرها في مواقع متمركزة وزودت بأحدث وسائل الإطفاء والإنقاذ كما أن الهلال الأحمر قد نشر حلقة دائرية حول المنطقة المركزية المحيطة بالحرم بسيارات الهلال الأحمر المزودة بأحدث وسائل الإسعاف وأفراد متخصصة لتقديم العون والمساعدة بعد الله لكل محتاج لها بينما وفرت وزارة التجارة عدة فرق للتجول ومراقبة الأسعار لملاحظة أية زيادة في الأسعار ومحاسبة المتسبب فيها. يشار إلى أن فرق الكشافة قد ساهمت يوم أمس بجهد مضاعف قدمت من خلاله العون والمساعدة للحجاج حيث قامت بإرشاد التائهين منهم ودفع عربات أصحاب الاحتياجات الخاصة وساهمت مع رجال المرور في تسهيل مرور الباصات التي تقلهم إضافة إلى توزيع الكتيبات الإرشادية والتوعوية بالتعاون مع فرع وزارة الشؤون الإسلامية. حيث وجه مدير عام التربية والتعليم المشرف العام على المعسكر الكشفي الدكتور بهجت بن محمود جنيد فرق الكشافة بمضاعفة الجهود وتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن ونقل الصور المثلى لشباب هذا الوطن من خلال خدمة الحجاج وأضاف أن الجميع يعمل بجاهزية تامة تحت مظلة لجنة الحج التي يرأسها سمو أمير المنطقة والتي تتفانى بتوجيه ودعم ومتابعة مستمرة من سموه بتقديم أفضل الخدمات لراحة المعتمرين والحجاج من زوار المسجد النبوي الشريف. من جهة أخرى شهدت حركة مغادرة حجاج بيت الله الحرام في طريقهم إلى مكةالمكرمة ومنها للمشاعر المقدسة لتأدية فريضتهم تصاعداً ملحوظا وقد كثف فرع وزارة الحج بالمنطقة استعداداته في مختلف مراكز الاستقبال لمواجهة زيادة الحركة التي وصلت ذروتها عقب أداء صلاة الجمعة أمس. وقد أوضح مدير عام فرع وزارة الحج الأستاذ حامد بن حسن البكري أن إدارته وجميع القطاعات التي يشرف عليها الفرع بادرت لتقديم أفضل وأرقى الخدمات لضيوف الرحمن وزوار المسجد النبوي الشريف وذلك في إطار توجيه سمو أمير المنطقة رئيس لجنة الحج بالمدينة، ومتابعة من معالي وزير الحج الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي، وقد تم تدعيم الفرق الميدانية والمكاتب الأمامية بالكوادر البشرية المؤهلة والمدربة في محطة حجاج الجو والبحر في الهجرة ومتابعة أعمال مكاتب الخدمة الميدانية وإنهاء إجراءات المغادرة الفورية للحافلات من مواقع سكن الحجاج بهدف تقليص الفترة الزمنية التي يقضيها الحاج في الحافلة. كما ويواصل المستودع الخيري بالمدينة - ضمن خطته لموسم حج هذا العام - توزيع هدية المدينة على ضيوف الرحمن حيث تجاوز مجموع ما تم توزيعه على ضيوف الرحمن منذ بدء قدومهم وحتى يوم أمس 900ألف وجبة.