تكثر في المكتبات العربية تلك النوعية من الكتب الرخيصة التي تتحدث عن بعض الظواهر والألغاز الكونية والتاريخية الغريبة مثل سر مثلث برمودا وحقيقة الرجل الذئب والأطباق الطائرة القادمة من الفضاء وغيرها من ظواهر غامضة لا تفسير لها على طريقة (صدق أو لا تصدق)، ولا تختلف عنها ربما، قصة إسلام مايكل جاكسون المزعومة، والتي نسمعها منذ أن كنا صغاراً، ولكنها تلاشت تقريباً مع خفوت نجمه شيئاً فشيئاً، وأصبحت قصة إسلامه في طي النسيان مع انشغالنا بكثرة المشاكل والفضائح التي يعلق بها. أذكر عندما كنا صغاراً كنا نتساءل ببراءة العصافير كيف يكون مسلماً وهو يتراقص ويتمايل ببراعة تفوق رقص وهز (فيفي عبده) و(عايدة رياض)، فكان من يصدق إسلامه يرد علينا ببساطة: (مثله مثل بنت عبده وبنت رياض كلهم مسلمين، والله بيتوب عليه) أما الآخرون، الذين كانوا فلاسفة وعقلاء ذلك الزمان، كانت هذه هي حجتهم الدامغة على أن الله ختم على قلبه وكتب عليه أن يكون من الأشقياء الضالين، ولكن الآن وبعد زوال عصر البراءة وأساطير الأولين، فلنسأل: (هل كان مايكل جاكسون حقاً مسلما يوما ما؟) طبعاً الإجابة القاطعة هي لا، وكان سبب الالتباس هو أن أخاه الأكبر جيرمن هو الذي اعتنق الإسلام، وليس مايكل، ونضع نقطة في آخر السطر. ونبدأ سطر جديد ونقول الآن تجددت الأقاويل عن إسلام مايكل جاكسون سراً، هذا ما عنونت به (ذي صن) البريطانية صحيفتها، وتناقلته بعدها الصحف الأمريكية متسائلة عن الأسباب والأسرار حول إسلامه، وهل السبب هو أخوه جيرمن الذي يقيم في البحرين حالياً؟ وهو نفسه، أي مايكل، أقام فيها أيضاً في الآونة الأخيرة؟ أم هناك أشخاص آخرون وأسباب أخرى. وعلى كل حال، (صدق أو لا تصدق مايكل جاكسون اعتنق الإسلام؟) لم يعد ذلك السؤال أو الظاهرة التي تشدنا كما كانت الحال في الماضي، وأكثر ما يشدنا الآن، في زمن الإعلام والباباراتزي (وهم المصورون الذين يعملون كالجواسيس لاصطياد صور أو فضائح النجوم) هو قصصه حول تحرشه بالأطفال أو فضائحه المالية ووعوده التي قطعها ولم يلتزم بها وهي ما سترفعه إلى مرتبة (المنافقين) في اللحظة التي ينطق بها الشهادتين!.