رؤية خادم الحرمين الشريفين لمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع حين أعلن - حفظه الله – عن إنشائها أنها تتركز في أن تعمل للأخذ بيد كل نابغة وموهوب وإخراج مكنوناته وما لديه من مبتكرات وتنميتها حتى يستفيد منها في المستقبل. وفي أكثر من مناسبة قال سمو ولي العهد – أمد الله في عمره -: إننا سنواصل دعمنا لكل اختراع سعودي يحقق خدمة إنسانية لمجتمعنا. وساهمت "موهبة" في دعم المبدعين والموهوبين، وساندت جهودهم من خلال التعريف بهم وباختراعاتهم عالميا الأمر الذي جعلنا نتصدر موقعنا الحقيقي عالميا في مجال المنافسة والاختراع حتى حصدت المملكة العديد من الجوائز في ملتقيات عالمية للإبداع ونافس السعوديون على المقاعد المتقدمة في هذا المجال. وهنأ معالي وزير التربية والتعليم نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع في معرض حديثه الفائزين والفائزات السعوديين في إحدى مناسبات "موهبة" متمنياً أن يواصلوا المسيرة لدعم التنمية المستدامة للمملكة وان يسهموا في جهود وطنهم للتحول إلى مجتمع معرفي مبدع، ولم يقصّر المخترع السعودي، فقد حقق التطلعات من خلال كثافة تسجيل براءات المخترعات محلياً وعالمياً حتى إنه تم تسجيل أكثر من 60 براءة اختراع في عام واحد فقط من خلال تعاون مثمر بين المؤسسة الراعية لهم "موهبة" ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وهو شيء مفرح، ويدعو للفخر والتباهي أن تتعاون قطاعات مختلفة لتحقيق مصلحة وطنية. وتشير تقارير المؤسسة إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيداً من الجهود لتحقيق رسالة موهبة في دعم مجتمع الموهبة والإبداع، واكتشاف الموهوبين ورعايتهم ودفعهم لتطوير ملكاتهم ومواهبهم، والتكامل مع المؤسسات التي تعمل في مجال الموهبة والإبداع والابتكار، بما يحقق مصلحة الوطن، ويخدم مسارات التنمية المختلفة، وأن المؤسسة تعكف على إعداد إستراتيجية وخطة للموهبة والإبداع ودعم الابتكار بمشاركة استشاريين عالميين تتضمن رؤية مستقبلية للخمس عشرة سنة القادمة "رؤية 1444ه/ رؤية 2022م"، وإعداد نظام أساسي جديد للمؤسسة، والمشاركة في معارض ومسابقات عالمية للمبتكرين والموهوبين، والبدء في تنفيذ مشروع بوابة الموهبة والإبداع والابتكار الإلكترونية على شبكة الإنترنت "بوابة موهبة"، وإطلاق عدد من الخدمات الإلكترونية، وتنظيم العديد من المسابقات والمعارض المحلية، والشروع في برنامج تحويل المؤسسة إلى مؤسسة إلكترونية ذكية من خلال البدء في مشروع مركز الاتصال (Contacts Center)، ونظام خدمة العملاء (CRM)، والنظام المالي والإداري (ERP). كما بين التقرير عدد المستفيدين من برامج وفعاليات وأنشطة المؤسسة. وفي أكثر من مناسبة ألتقي موهوبين أو مخترعين.. ألمس "تأوهات" الحظ "التعيس" كما يقولون.. فاختراعاتهم التي تمنحهم عليها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية شهادات براءة اختراع، وتشارك موهبة بها في المعارض والملتقيات الدولية، لا تتعدى أدراج المكاتب ورفوف غرف نوم المخترعين لتكون قريبا من أحلامهم!! بل يردد كثير منهم أن من يرعاهم لم يرعهم!! ويبرر ذلك كثيرون إذ يتساءلون عن فائدة الاختراع إذا حفظ في أدراج المؤسسة الراعية له، مطوياً معه شهادة براءة اختراعه!! أذكر أن المؤسسة كانت قد نظمت لقاء للمخترعين السعوديين قبل أكثر من خمس سنوات، رعاه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز واحتضنته الغرفة التجارية الصناعية بالرياض، يهدف إلى تعريف التاجر أو صاحب الصناعة بما يمكن أن يتم بينه وبين المخترع السعودي من تعاون مثمر يستفيد منه الطرفان، فحقق ذلك اللقاء نقلة في العلاقة بين الاثنين وكانت مبادرة رائدة ومميزة تستحق الإشادة والتقدير. من هنا وبعد مراجعة تامة لما تسعى "موهبة" لتحقيقه من خلال رؤيتها للسنوات الخمس عشرة القادمة أحس ويحس المخترع أن من يرعاه يبتعد عنه أكثر من القرب منه ويسعى للاستفادة الإعلامية من منجزاته دون أن يحقق له أو للوطن فائدة أكبر من خلال تبني أو العمل على تبني المميز والنافع من تلك المخترعات!! أظن أن على موهبة أن تراجع رؤيتها وخطواتها الحالية والمستقبلية، وأن تعمل على تخصيص جزء غير يسير من مخصصاتها لدعم تنفيذ المخترعات عوضاً عن التباهي بها!! وأن تعمل من خلال علاقات وطيدة على ربط المخترع السعودي بجهات تمويلية حكومية أو أهلية أو من خلال برامج مثل "رعاية مخترع" تسعى لتحقيق اختراعه وتنفيذ إبداعاته لتظهر أمام العيان ولنباهي بصناعاتنا الوطنية المبتكرة من أبنائنا وبهذا تستحق "الوهج الإعلامي" الذي تحرص عليه دوماً!!