عندما كان بث القنوات بالابيض والاسود كانت برامج المسابقات كلها الوان!!! هل تذكرون برامج مثل فكر واربح وابجد هوز وغيرها مما لاتحضرني اسماؤها ولكن يحضرني انها كانت تحمل معلومات ثقافية متنوعة تجعل المشاهد يشعر انه احد المتسابقين حيث يشعر بالنشوة وسط افراد اسرته عندما يجيب على السؤال المطروح قبل المتسابق او يأتي بالاجابة الصحيحة بينما يخفق المتسابق في الاجابة عليها او ان يجتهد في اجابة غير صحيحة وينتظر ان يسمعها من المتسابق ليستفيد منها. لقد كانت برامج المسابقات في السابق لاتعرض معلومات الآخرين ولكنها تجعلك جزءاً منها وتكون النتيجة حصيلة وافرة من المعلومات في شتى الالوان الثقافية والعلمية والادبية والفنية مع ان الفائز في البرنامج لا يحظى الا بجائزة بسيطة القيمة. وكثير من برامج المسابقات كان لجمهور الحضور تأثير فيها بل انهم في بعض الاحيان يسعون لتلقين المتسابق الاجابة ولعلكم تذكرون الطرفة الشهيرة عندما سئل المقدم احد المتسابقين من هي رئيسة وزراء الهند فأراد ان يلتقط الاجابة من الملقنين فأعتقد انه تلقى الاجابة الصحيحة فقال انها (مريم الغامدي) بدلاً من ان يقول انها (انديرا غاندي) اليوم اصبحت التلفزيونات بالالوان واصبحت الجوائز بالملايين ولكن ماهي البرامج التي تحمل لك المعلومة وتستفيد منها ؟ اي فائدة تعود علي من مشاهدة برنامج يتوقع ان اللون احمر او ابيض واي فائدة تعود علي من قناة تسأل منذ عام كيف استطاع ست وعشرين راجلاً الجلوس على 21كرسياً او برنامج ام بي سي الاخير القوة العاشرة الذي يسأل عن نسبة العرب الذين فعلوا كذا وكذا دون ان نعرف ما هي الدول التي عمل فيها الاستفتاء وكم عدد من دخلوا الاستفتاء حتى تكون المعلومة مفيدة فنحن على ثقة تامة انهم لم يقوموا بسؤال كل العرب والا لاصبح البرنامج مرجعية في الانتخابات والاستفتاءات. لماذا لاتعود البرامج التي تقدم المعلومة والتي ابدع فيها الراحل الخطيب في برنامج بنك المعلومات والذي انطلق كبرنامج سعودي اوقف لأن الممول بنك بينما اليوم التمويل كله من جيوب المشاهدين بطرق هي اشبه بالقمار. الايمكن لبعض القنوات ان ترتقي بإنتاجها لصناعة برامج مسابقات مفيدة تعود على المشاهد بمعلومات تثري رصيده المعرفي بغض النظر عن حجم جوائزها فالملايين وهم للجذب بينما جوائز بآلاف ستكون مفيدة لملايين المشاهدين للمتابعة والاستفادة.