تمكن فريق متخصص من الجراحين في مركز الأمير سلطان للدم والأورام بمدينة الملك فهد الطبية، من استئصال أكثر من 10كيلوغرام أورام سرطانية من بطن مريض سعودي، ما يعد إنجازا طبيا سعوديا جديدا وعملية تجرى لأول مرة في الشرق الأوسط. وأكد الدكتور عبدالله العمرو المدير العام التنفيذي لمدينة الملك فهد الطبية، أن هذه العملية تؤكد التطور الكبير الذي تشهده المدينة الطبية في تقديم الخدمات العلاجية المتخصصة، مشيراً إلى أن الحالات المشابهة ترسل للعلاج في مراكز متخصصة ومحددة في العالم. من جهته قال الدكتور يوسف السحيباني استشاري جراحة القولون والمستقيم ورئيس الفريق الجراحي، إن المريض حول لمدينة الملك فهد الطبية وكان يعاني من آلام شديدة وانتفاخ كبير في البطن، وبعد تشخيص الحالة وإجراء الفحوصات اللازمة اتضح انتشار أورام داخل البطن ووصولها لكثير من الأعضاء وتمت مناقشة الحالة والحلول العلاجية والمتمثلة فقط في إجراء الجراحة. وأضاف: "المريض كان لديه خيار في إجراء العملية خارج المملكة أو في مدينة الملك فهد الطبية، واختار الأخيرة بعد اطمئنانه لإمكانيات المدينة وثقته بالفريق الجراحي، وأجريت العملية يوم الأحد 2008/10/26واستمرت 14ساعة وكانت المرحلة الأولى من العملية استكشاف البطن وتقييم انتشار الورم والقدرة على استئصال كامل الورم، وبعد التأكد من ذلك تم استئصال الأورام البالغة ما يزيد عن 10كيلوات من الأورام السرطانية، موضحاً أن المرحلة الثانية بدأت بإعطاء المريض الكيماوي الساخن لمدة 90دقيقة داخل تجويف البطن للقضاء على الخلايا السرطانية غير المرئية. وأكد رئيس الفريق الجراحي، أن المريض خضع بعدها للعلاج الكيماوي البارد داخل تجويف البطن لمدة خمسة أيام متواصلة، مؤكداً استقرار حالته الصحية وتحسنه بعد العملية. ووصف السحيباني نجاح هذه العملية بالإنجاز الطبي الذي يسجل للمملكة كونها الأولى في منطقة الشرق الأوسط، وأنها من العمليات المعقدة التي تحتاج لفريق طبي متخصص وتجهيزات طبية متكاملة، حيث يوجد جراحون سعوديون شاركوا في العملية سبق وأن اجروا عمليات مماثلة في مراكز عالمية متخصصة في الأورام. وزاد: "تعد هذه العملية من العمليات العلاجية الحديثة للأورام التي استخدمت في المراكز العالمية المتقدمة وتجرى هذه العملية في عدد محدود جداً من المراكز المتخصصة في جراحة الأورام، وبيَّن السحيباني أن العملية شهدت مشاركة البروفسور ديفيد موريس رئيس قسم الجراحة في مستشفى سانت جورج الجامعي نيو ساوث ويلز، والذي يعد من أشهر جراحي العالم في جراحات الكبد وجراحات الأورام المعقدة. إلى ذلك، قال الدكتور خالد المحيميد عضو الفريق الطبي استشاري جراحة الأورام، ان الدراسات الطبية المتخصصة أوضحت أن 15في المائة من المرضى لا يعيشون أكثر من خمس سنوات، إذا استمروا على الأدوية العادية، وأن تأجيل العملية يزيد من صعوبة العملية ونسبة نجاحها.