يعتبر العلاج بالزيوت العطرية فرعاً من علوم الطب البديل، وقد استخدم في التاريخ منذ ستة آلاف سنة تقريباً، وكان الفراعنة والصينيون اول من استخدمه في العلاج وأداء العبادات، لكن هذا العلم بدأ تداوله أخيراً بشكل واسع ومتطور لدرجة اختلطت بها حقائقه العلمية مع تكهنات مختلفة على ايدي اناس غير متخصصين. عن اساسيات العلاج بالزيوت العطرية تقول الدكتورة "أمل بنت زبن الرحيلي" الحاصلة على دكتوراه في علوم الأمراض وطب المختبرات بجامعة بريتوريا، ودكتوراه في الطب البديل من الجامعة العلمية للطب البديل بالهند، وهي مدربة معتمدة من جامعة كامبردج انتركونتنال، ان هذا العلاج استخدام خلاصة المواد الفعالة، التي تفرزها غدد خاصة في أجزاء معينة من النبات على هيئة سائل نباتي طيار له رائحة عطرية نفاذه تمثل هرمون النبات وجوهره لقوة تركيز المواد الفعالة العطرية فيه، وهذه الزيوت الطيارة لها قدرة علاجية تستخدم في علاج الأمراض الجسدية والنفسية لتأثيرها على الجهاز العصبي والدورة الدموية لصغر جزيئاتها ونفاذيتها العالية عبر اغشية الجسم سواء كان عن طريق الاستنشاق او التدليك. وعادة نلجأ للعلاج بالزيوت العطرية بعد (التوكل على الله) عندما لا نريد استخدام المواد الكيميائية والتي لها اثار جانبية تؤثر على اجسامنا ونفسيتنا، وتستخدم أيضاً عندما تظهر آلام ليس لها اسباب، وأعراض مرضية لا يوجد لها تفسيرات طبية. وتذكر د. الرحيلي انه يمكن ايضاً علاج الأطفال بالزيوت العطرية لكن بتراكيز مختلفة اقل مما هو مستخدم في علاج الكبار، ويؤخذ في الاعتبار عمر الطفل ووزنه عند العلاج، وغالبا تستخدم الزيوت العطرية في علاج فقد الشهية عند الاطفال واضطرابات النوم ونزلات البرد والربو، وكذلك عند حدوث الرضوض والحروق ولسع الحشرات. وتنبه د. الرحيلي الى نقاط مهمة يجب مراعاتها عند العلاج بهذه الزيوت منها مصدر هذه الزيوت ودرجة نقاوته وخلوها من الكحول، التي تعتبر مادة كيميائية تضر بالجسم وخلايا المخ، ومن المهم ايضاً العناية في اختيار الزيوت العطرية التي تناسب الحالة المرضية على يد مختص في العلاج، فمثلا الزيوت العطرية التي تستخدم في علاج الصداع النصفي لذوي الضغط المنخفض، كما ان السيدة الحامل في الاشهر الثلاثة الأولى يجب ان تتجنب بعض الزيوت العطرية، على الرغم من رائحتها الزكية، وذلك لتأثيرها على انقباضات الرحم التي قد تؤدي الى الاجهاض لا قدر الله. كذلك يتم التنبيه الى عدم بلغ الزيوت العطرية او تقطيرها في العين او الاذن والأنف، اي لا تستخدم داخلياً ابدا وإنما تستخدم خارجياً عن طريق التدليك او الاستنشاق بالتبخير او بواسطة الفواحة.وتؤكد د. أمل الرحيلي في حديثها ان العلاج بالزيوت العطرية اثبت فعاليته في علاج العديد من الأمراض مثل (القلق، الاكتئاب، أمراض ضغط الدم، المشاكل الجلدية والعدوى المتكررة، مكافحة الوبائيات، وانتشار الأمراض في المحاجر الصحية). ولم تثبت الدراسات حتى الآن ايهما الأكثر تأثراً بالعلاج بهذه الزيوت هل هو المرأة ام الرجل، انما المثبت علمياً ان النساء أكثر احساساً بالروائح بشكل عام، ويكون العلاج فعالاً لمن يتمتع بمعنويات عالية ومفعم بأمل الشفاء سواء كان رجلاً او امرأة، ورغم ان هذا النوع من العلاج متوفر للجميع ولكافة شرائح المجتمع الا انه يحتاج الى معالج مختص به، او على الأقل لابد ان تكون الاستشارة والمتابعة من قبل خبير، لأن هناك بعض المداخلات العلاجية لا يعرفها الا ذوي الخبرة.