لم يتسن لي أن ألتقيها من قبل... صديقتي امرأة مطلقة ومضى على طلاقها أو صك حريتها كما يحلو لها دائماً أن تقول سبع سنوات.. التقيتها اليوم وبمحض الصدفة سقطت من حقيبتها هذه القصاصه.. (همسة في أذن "؟" نعم مطلقة.. أدرك بأنه قدري وبأن الخير كله فيما إختاره الله لي كما أدرك تماماً بأن القدر لم يمنحني سنداً أو قلباً حنوناً يحتويني.. بل أخاً يزدريني!! ولكن أكره ذلك فكلها ابتلاء من الله سبحانه وتعالى والحمدلله.. فأهلاً بك ضيفاً جديداً في سجل ابتلاءاتي.. غير أنني أتسأل كلما ثرت في وجهي وكأنك تريد أن تذكرني بأنني مطلقه.. كانك تريد أن تؤكد لي بأنني مطلقة.. لماذا؟؟ من قال لك بأنني قد نسيت.. أو أن لدى شك في حقيقة طلاقي.. في حقيقة اختياري!!! رددها في وجهي كما تشاء... وهمس بها خلسة من خلفي كما تشاء فلن تزيد من ابتلاءاتي غير حجر رمي في البحر فخلق بذلك حلقات تصل في امتدادها إلى أبعد مدى تصل إليه لكنها في النهاية تتلاشي بمجرد أن يستقر ذلك الحجر في قعر البحر.. فيعود السكون مجدداً كما كان إلى أن يستقبل البحر حجراً أخرى)... لم أتمالك نفسي وأنا أقرأ تلك القصاصة.. من أين لها هذه القوة؟؟ ومن زرع فيها كل هذه الطاقة لتتحمل كلماً يتردد في وجهها ليل نهار؟؟؟ أوليس ماضياً وانتهى بما فيه؟؟ لماذا نجبرها على النظر إليه؟؟ لماذا نعيق مسيرتها لتمضى قدماً نحو مستقبل ربما يكون أكثر إشراقاً؟؟ لماذا نجبرها على الهروب بمجرد أن يطرق بابها شخص آخر قد لايصلح للارتباط بها؟؟ وما ذنب المطلقة؟؟ هل هو نقص؟ مرض؟ وباء؟ كلنا يتخبط هنا وهناك.. ربما تكون المسؤولية هي الذنب وهي السبب فمن يريد أن يتحمل مسؤولية مطلقة؟؟ أدرك تماماً بأن الأغلب قد أعطى جواباً.. لست أنا.. لست أنا.. كما أدرك تماماً بأن هناك قلوباً فيها من الرحمة والحنان ما ينسي تلك المسكينة كل هم وغم لقيته في تجربتها السابقة.. والحمدلله لازال في مجتمعنا المسلم من يملك هذا القلب.. غير أنني أشفق حقاً على تلك العقود المتأقزمه التي تحاول أن تقفز باستمرار ظناً منها بأنها ستكبر يوماً!!! أولم تدرك تلك العقول بعد بأنها قد تجاوزت السن القانونية للعقل؟؟ وأنها قد ألقت بظلالها سن الرشد؟؟ وأن محاولة القفز المستمر قد يفقدها توازنها فتتراجع لتصبح كعقل الطفل إن لم تكون أصلاً بلا عقل!!!. همسه... (إلى تلك التي تعشق السكون... سيأتي يوماً ويقطع حبل هذا السكون)..