وصلتني رسالة عبر الايميل حروفها (تقطر دماً، من مواطنة كانت تحلم بحياة زوجية سعيدة مع شريك حياتها الذي تظاهر بالصلاح والتقوى والتدين قبل الزواج.. تقول الاخت الكريمة شاءت ارادة الله عز وجل ان تعود الى بيت اهلها بلقب (مطلقة) وبقيت حتى الوقت الراهن بعد مرور أكثر من عامين.. وكلما تقدم خاطب وعلم بأنها مطلقة يعود من حيث اتى.. وتضيف ما ذنبي في ذلك؟! وهل تبقى حياتي على هذه الحالة بالرغم من ان عمري لا يتجاوز الثلاثين عاماً. وهنا أطرح العديد من الاسئلة التي اود من الجميع الاجابة عليها بينهم وبين انفسهم لنصل جميعاً الى حل مقنع. فلماذا ينظر المجتمع الى المطلقة نظرة دونية؟ وهل تختلف عن الرجل المطلق؟ ولماذا تعامل معاملة اسوأ منه من قبل كافة أفراد المجتمع؟. ما ذنب شابة رماها ولي أمرها في أحضان كهل يمتلك من المال ما لا يعد ولا يحصى؟ ما ذنب شابة ارادت الخلاص من زوج لا يراعي فيها ما أمر الله به؟ ما ذنب مطلقة عانت من تدخلات اهل الزوج ما لا يتحمله بشر؟. ما ذنب مطلقة سرق مالها وثروتها وراتبها بسبب طمع زوج أناني لا هم له سوى الحصول على ما يريد؟. أحبتي ما ذنب المطلقات من مجتمع مريض كهكذا ازواج، فهل حكم على المطلقة بالحبس القهري في منزل اسرتها؟! أليس لها احلام وامنيات ورغبات تود تحقيقها ما دامت على هذه الأرض الفانية.. ان المطلقة هي فرد من أفراد المجتمع أخفق في جزء من الحياة في فترة من الفترات، ألا يمكن لها النجاح في الحياة الزوجية بعد هذه التجربة المريرة.. ولماذا النظر اليها بأنها لا تستحق الحياة في كونها مطلقة من غير أن نعلم ما سبب الطلاق؟!. الطلاق قد يكون سببه المرأة نعم ولكن الا يكون الطلاق سببه الرجل؟ ان هناك زوجات كن عرضة للظلم والقهر وتدخل الصغير والكبير في حياتها وقسوة الرجل وظلمه وانانيته. ولماذا تحوم حول المطلقة كل علامات الاستفهام بينما الرجل باستطاعته البحث عن ثانية وثالثة ورابعة ويلتمس له العذر، ومسكين ويا حرام والله يكون في عونه.. الى غير ذلك من العبارات التي تقال له من المجتمع. ولماذا اذا اخطأت المرأة هددوها بالويل والثبور وعظائم الامور هذا بخلاف الضرب والشتم والعبارات الجارحة والحبس في المنزل واذا ارادت الخروج للمستشفى او لشراء احتياجاتها كانت تسير برفقة الحرس من قبل افراد الاسرة بينما الرجل اذا اخطأ أو ارتكب جرماً ما سارع الجميع الى خلق العديد من المبررات ورددوا (يكبر ويعقل ويكبر ويتوب وياناس الله غفور رحيم ولا تفقدوه .. الخ). فهل يجوز ذلك مع علمنا الاكيد بأن العقوبات تشمل الرجل والمرأة. لقد قرأت قبل فترة عن دراسة ميدانية تقول (ان اكثر من 90% من المطلقات عُدن الى منازل اسرهن بعد طلاقهن مما شكل عبئاً آخر على اسرهن لأنه من الصعب ان تسكن المطلقة في منزل مستقل حتى ولو كان لديها الاستطاعة في ذلك لانها تخضع لعادات وتقاليد مستمدة من شريعتنا السمحاء فالطلاق اعتبر في عصرنا هذا جريمة أو كارثة لدى البعض مع الأسف الشديد). يا مجتمعنا العزيز غير من نظرتك للمطلقة فهي بشر من لحم ودم فقد يكون الزواج مبني على غير التفاهم وبذا يكون عرضة للانهيار او قد يكون مبنياً على مصالح مادية!. فالمطلقة قد تكون عند أصحاب العقول الواهية امرأة تحوم حولها الشكوك والأوهام والشبهات ويجب التعامل معها بالشدة والعنف والقسوة واحكام الرقابة عليها مع العلم بأن اي امرأة لا يردها عن عمل اي شيء تريده الا الشرف والخوف من الواحد الديان، وهناك العديد من المطلقات حاولن الانتحار بسبب سوء التعامل من قبل اسرهن!. ولماذا نلوم المرأة اذا طلبت الطلاق او الخلع من زوجها الذي اصبحت الحياة معه من سابع المستحيلات وتبحث عن حياة كلها أمن وامان واستقرار لها ولابنائها اذا كانت قد انجبت له البنين والبنات؟! ان الله لا يرضى بالظلم ومساواة الظالم بالمظلوم، فاتقوا يوماً ترجعون فيه الى الله وصدق الله القائل في محكم التنزيل (ومن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره). فحذار من الظلم ولله در الشاعر حين قال : لا تظلمن اذا ما كنت مقتدراً فالظلم آخره يأتيك بالندم تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم فأنصفوا المطلقات من ظلم القريب والبعيد. والله من وراء القصد. همسة: (الراحمون يرحمهم الله).