ووفقا لأبي العلاء المعري: أبو تمام والمتنبي حكيمان وأما الشاعر فهو البحتري، وهذا قد شغل أبا العلاء حتى ألف عنه كتابا بعنوان: عبث الوليد، أما أنا فأذهب إلى أنّ الشاعر هو المتنبي، رغم أن العديد من النقاد قالوا عنه أإنه شاعر مداح أو كذوب، وهذا لا يعنيني فالشعر شكل أو ضرب من التصوير كما قال الجاحظ، وأما المضمون أو المعاني فهي كما قال الجاحظ أيضا مطروحة على الطريق يعرفها المتعلم والأمي، ، ومع ذلك فالمتنبي أتيى بمعان لم يتطرق إليها أحد قبله، ولا يمكن أن يكون هناك حدث أو مناسبة إلا ونجد بيتا للمتنبي يمكن أن نستشهد به عليها، وقد مرت علي أحداث وخطوب ووجدت لدى المتنبي ما يمكن أن يعبر عنها، وهذه الأبيات تصف ما مر علي في فترات حياتي المختلفة : أبنت الدهر عندي كل بنت فكيف وصلت أنت من الزحام وكذلك : ولو أنّ رحيلا واحدا حال بيننا وفي الموت من بعد الرحيل رحيل ولم أجد أبداً أبياتاً تعبر عن اللوعة والأسى كهذه الأبيات: أصخرة أنا مالي لا تحركني هذي المدام ولا هذي الأغاريد إذا أردت كميت اللون صافية وجدتها وحبيب النفس مفقود ماذا لقيت من الدنيا وأعجبه أني بما أنا باك منه محسود وأخيراً هذا البيت الذي يصف حالي في هذه الأيام: وإذا الشيخ قال أفّ م فما ملّ حياة وإنما الضعف ملاّ