كانت المملكة ومازالت هي الرائدة في حوار الأديان نظراً لأن العقيدة الدينية تعتبر مرجعاً أساسياً لثقافات الشعوب وتتحكم في سلوكيات شرائح كبيرة في كل مجتمع. كما أن بعض الجماعات المتعصبة اتخذت من الدين وسيلة لاستعداء من يخالفهم في ذلك وفسروا بعض النصوص الدينية بما يتوافق مع أهوائهم وتطلعاتهم وبما يخدم أغراضهم وتوجهاتهم، وقد تفشت هذه الظاهرة كثيراً ليس في العالم الإسلامي فقط بل في أنحاء متفرقة من العالم. وكان التعصب والمغالاة واستعداء الأديان الأخرى هو الغالب الأعم ناهيك عن ان ذلك أصبح ركيزة لسياسات دول كانت تنادي بالحرية والديمقراطية وحرية المعتقد. وأصبح العالم كله ينظر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز كرائد ومبدع ليتولى هذا النهج المتميز الذي لم يسبقه أحد على مر التاريخ وقد جاء ذلك في وقت اهتزت فيه معايير العقيدة الإسلامية بفعل ممارسات خاطئة في بعض المنتسبين إليه، يمقتها العقل وترفضها الطبيعة البشرية وتنكرها المبادئ الأخلاقية وتخالفها سماحة الإسلام الذي يتميز بالسلم والعدل والمساواة. فالدين الإسلامي يخاطب العقل ويحث المسلم على العطف والرحمة كركيزة قوية لا يتم الإيمان إلاّ بها غير ان ذلك كله لم يشفع عند شعوب أخذت تستعدي الإسلام وتنظر إليه كدين إرهاب وسفك دماء وخاصة بعد أحداث ( 11سبتمبر) التي كانت وبالاً على الإسلام والمسلمين بعد ان كان الإسلام الأسرع انتشاراً في كل أرجاء المعمورة عامة، وفي أوروبا وأمريكا خاصة. وبعد الذي جرى لهذا الدين القويم وما لحق به وألصق فيه بقصد أو بدون قصد من قريب أو بعيد أقول كان لابد له من ناصر ينصره ويجلو عن صفحته الناصعة كل هذا التشويه، فكان خادم الحرمين الشريفين وابن هذا الدين الحنيف خير ناصر لدين الله في أرض الله، هو الذي ينصره (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) قول عزيز حكيم في كتاب مبين. لقد تناولت الصحف والقنوات ومراكز الأبحاث العالمية والمحلية هذا الحدث المتميز وحشدت مراسليها ومحرريها لتغطيته وهذا في حد ذاته قمة النجاح لإيضاح حقيقة الإسلام، وتعاليمه وعظمته أمام العالم أجمع. إنني على يقين ان هذا الحراك الثقافي كفيل بتغيير النظرة السلبية عن الإسلام في الغرب وإزالة الشبهات عنه، وكان لابد ان يكون ذلك في كنف قائد يتميز بالصراحة والوضوح وقائد يتصف بالتلقائية والقبول لينشر المحبة والسلام في ربوع الدنيا، فكان الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو ذلك الملك الصالح الذي خدم دينه ووطنه وأمته.