القاعدة الحسية المعروفة تقول إن لكل فعل ردة فعل موازية له أو تفوقه وربما تقل عنه.. في القوة وردة فعل التهاميين وعلى الأخص من أعضاء مجلس الإدارة ربما فاق درجة الفعل كثيراً.. ولكن من ناحية سلبية لا إيجابية. وصاحب ذلك تراشق وتهم يدفع بها كل طرف نحو الآخر، وذلك إثر الحادث المروري الأليم الذي تعرضت له حافلة الفريق أثناء عودتهم من إحدى المباريات في أبها. واستمر السجال الاستعراضي والانفعالي أياماً عدة ولم تجف دماء الضحايا في الحادث المؤلم بعد، أو تلتئم كسور المصابين الذين ما زال معظمهم يئن من وطأة الألم على الأسرة البيضاء.. @ @ @ @@ في جازان نعم هناك مساحة كبيرة للحوار والمصارحة والمطارحة ألِفَها الجميع في مختلف المنتديات دون أن تصل لمستوى التجريح أو التعصب أو تمس المحظورات.. ولكن هذه المساحة المتاحة كان ينبغي أن تنكمش وتتراجع إلى أدنى مستوى مطلوب في حالة حادث التهامي فهل هذا وقته أن نفتح ملف مهاترات أقل ما يقال أنها شخصية.. لإنتشال التهامي من غيبوبته الإدارية والفنية والمالية.؟؟! وهل الظرف النفسي الذي عليه ذوو المتوفين والمصابين يساعد على إتهام الإدارة بالتقصير في عملية صيانة سيارة الفريق.. ليدفع الطرف الآخر بفواتير تثبت أن لا قصور في جانب الصيانة..؟ والغريب أن مختلف القنوات الإعلامية من فضائية وصحفية وإذاعية ركزت على سبب واحد وتركت ألف سبب.. اهتمت كيف ولماذا ومتى وأين وقع الحادث ونسيت - بل تجاهلت فتح ملف النادي العتيق الذي وصل لسن الشيخوخة بتجاوزه السبعين عاماً من عمره المديد..؟! ولم يزل محلك سر لم يفتح ملف لماذا اخفقت معظم الإدارات المتعاقبة عليه من انتشاله من وضعه المأساوي بحق.. بدءاً من مبناه العتيق الذي كان يؤرق منسوبي النادي ومرتاديه خوفاً من سقوطه في أي لحظة فوق رؤوسهم في جبل الملح بالعشيماء. لم يطرح أحد "ما" ما الذي فعله رجال الأعمال لإنتشال التهامي وأمثاله من حالته المزرية جداً التي أدت إلى مثل هذه الحوادث المؤسفة.. والسؤال الأهم والمشروع.. لماذا لم تبادر وسائل الإعلام التي فتحت باب التراشق لأعضاء مجلس الإدارة لتزيد من عذابات أولياء المتوفين والمصابين ومعظمهم حالتهم المعيشية لا يعلم بها إلا الله سبحانه وتعالى.. باستحثاث الموسرين وأهل الخير تقديم مساهمات مادية مناسبة لأسر هؤلاء وأمثالهم في حوادث أو فواجع أخرى يصابون بها وهم يساهمون في واجب وطني مع أنديتهم الرياضية.. في ظل تردد أو عدم وضوح المساعدات التي قيل إن رعاية الشباب وجهت بصرفها لذوي المصابين والمتوفين. @@ كنت أتمنى لو أن الزميلين الفاضلين إبراهيم البكري وخالد حمود بدلاً من فتح ما يمكن تسميته بتصفية الحسابات - وجه كل منهما برنامجه الانتخابي لرئاسة النادي.. من تراشق وكشف حساب.. إلى فتح معالجة وضع النادي بشفافية واقناع المجتمع أن ناديهم يفتح قلبه للجميع وبحاجة إلى مساندة الجميع.. وأن ما حصل من حادث مأساوي يعد حادثاً مرورياً مقدراً في الكتاب وإن كان الإهمال يلعب دوراً مباشراً فيه لأسباب فنية وإدارية ومالية إلا أنه واحتراماً لأسر أبناء النادي ممن مستهم تبعات هذا الحادث فإنهم يأسفون لوقوع ذلك ويطلبون منهم السماح على أن يتولى النادي رعاية أسرهم.. والوقوف إلى جانبهم. وذلك علماً بأن الزميلين المتحاورين طيلة الأسبوع المنصرم وربما لاحقاً أحدهما عضو مجلس الإدارة والآخر أمين عام النادي هما من أبرز الشباب الإعلامي والرياضي في المنطقة وتسهم تجاربهم في إثارة الرأي العام بمواجهات صاخبة، ولكن بعد ساعات يرتشفان الشاي أو القهوة سوياً على جانب منتدى بحري ويتبادلان الكتابة كل في موقع الآخر زميل مدير صحيفة بارزة بالمنطقة والآخر يشرف على موقع اليكتروني معروف، بينما مداخلاتهما الصاخبة لا تزال تؤجج الانقسام داخل النادي وخارجه فهل إلى كلمة سواء أيها التهاميون؟