هل الإسلام هو الحل للأزمة الحالية ؟ في البداية هناك صمت وحالة من التيه بسبب العناوين الرئيسية المروعة في الصحافة. فقد بدا عدد من المضاربين ورجال الأعمال العرب مصعوقين بسبب اللون الأحمر الذي اصطبغت به الشاشات، كما خصصت الكثير من القنوات الفضائية جزءاً كبيراً من ساعات البث لمتابعة أخبار البورصة اليومية. بعد ذلك بدأت تظهر آراء وافتتاحيات في الصحف تتنبأ بوصول هذه العاصفة الاقتصادية للشرق الأوسط ونهاية الرأسمالية. بعد ذلك بأيام بدأ يظهر سؤال مهم وهو الى أين سينتهي بنا الأمر ؟. لا أحد في إسرائيل ولا في أوروبا والولايات المتحدة يعرف إجابة هذا السؤال. غير أن عدداً من كتاب الرأي العرب وجدوا حلاً لهذه الأزمة التي اجتاحت العالم، وهذا الحل هو بالعودة الى "الاقتصاد الإسلامي". أن الحديث هنا يدور حول أصوات متفرقة على خلفية الارتباك العام. وهؤلاء يعرضون محاولة ذاتية خاصة لمواجهة الأزمة التي نشأت. محي الدين تيتاوي كتب في صحيفة الشرق القطرية "بالاستناد الى الواقع الذي انهارت فيه النظرية السوفيتية السياسية والاقتصادية، وفشل نظرية السوق الحر، يجب التفكير بتوجه جديد يضع الاقتصاد الإسلامي في الساحة العالمية". وتساءل الكاتب "ألا يوجد في التجربة الإسلامية ما يساعدنا في التعامل مع الاقتصاد العالمي ؟ لست خبيراً بمثل هذه الأمور، لكني أعتقد أنه حان الوقت لنقدم تجربتنا الى العالم المضطرب لنثبت أن الاقتصاد الإسلامي هو البديل وهو الحل". لكن ما هو الحل الذي يشير إليه التيتاوي ؟ ما هي "مبادئ الاقتصاد الإسلامي" ؟. أيضاً نشرت الحركة الراديكالية "حزب التحرير" مقالاً حول هذا الموضوع أوضحت فيه سبب فشل الشيوعية والرأسمالية وبينت مبادئ الاقتصاد الإسلامي. وجاء في مقال الحركة "ان الاقتصاد الإسلامي هو فقط الحل الواقي من الأزمات الاقتصادية، وان الذهب والفضة هما فقط أساس العملة ويجب أن تكون طباعة العملات الورقية مغطاة تماماً بهذين المعدنين بدلاً من الارتباط بالدولار أو أي عملة أخرى، وبذلك لا يمكن لأي عملة أن تسيطر على العملات الأخرى. واقترحت الحركة في مقالها سلسلة من الخطوات الاقتصادية التي تراها تتماشى مع الاقتصاد الإسلامي. حتى اليوم لم يتحدث احد عن الاقتصاد الإسلامي إلا على سبيل التندر، لكن يجب أن نتذكر أن جميع المنظمات الإسلامية الراديكالية ابتداءً من "الإخوان المسلمون" وانتهاءً بالقاعدة وحماس تعتمد مالياً هذه المبادئ الاقتصادية. إضافة الى الإحباط الذي رافق الوضع الاقتصادي الحالي وصورة الحياة الغربية التي لم تحقق حلم الأمان الاقتصادي. على هذا الأساس رفعت هذه الحركات شعار "الإسلام هو الحل". ليس واضحاً ان كان العالم العربي سيعتمد بشكل جدي هذه المبادئ الاقتصادية التي تطرحها الحركات المتطرفة. حتى البنوك الإسلامية الأكثر التزاماً وجدت طرقاً للالتفاف حول منع أخذ الفائدة باستخدام طرق أخرى مثل "المرابحة" وهي بيع بضاعة عبر وسيط بفارق سعري معلوم للمشتري. ومقابل الأصوات المنادية بالتمسك بالاقتصاد الديني، هناك من الكتاب من رأى في خطط حكومات الغرب للإنقاذ الاقتصادي نموذجاً يُحتذى. فقد كتب يوسف الكويليت في صحيفة الرياض السعودية "على المستوى العربي ليس هناك خطط واضحة يمكن مع السنين والأيام أن تنجح وتؤتي ثمارها" وأضاف الكويليت "الآن مع دخول انهيار النظام المالي العربي منطقة مظلمة كصدى للانهيارات العالمية، لا نرى وزراء المالية والبنوك المركزية ومؤسسات النقد يدعون لاجتماع موحد للنظر الى المشكلة بعيون عربية".وختم الكويليت بالقول "ومع ذلك هناك صمت عام من قبل البنوك والمؤسسات عن مستوى خسائرها وكيف تواجه الأزمة بمنطق المباشرة بالحلول حتى لو كانت صعبة، وهذا يكشف عن مدى ضعف البنى الأساسية، وعدم وجود احتياطات للمخاطر، وقراءة صحيحة لما سيحدث، وهي حالةُ كشف خطيرة أننا مجرد اقتصاديات هامشية أمام أي حدث كبير كهذا". روعي نحمياس يديعوت احرونوت