قرر الرئيس المنتخب باراك أوباما تشكيل مجموعة من الخبراء العسكريين والإستراتيجيين والسياسيين بهدف دراسة الوضع في أفغانستان والتفتيش عن إستراتيجية جديدة تتبناها إدارته عندما يتسلم زمام الحكم. هذا ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" في عددها يوم الثلاثاء الماضي. فمن جملة التطلعات تضيف الصحيفة إمكانية مناقشة الوضع مع الحكومة الإيرانية وحوار مع حركة طالبان الأفغانية. وفي نفس الوقت يريد أوباما أن ينفذ تعهده أثناء الحملة الانتخابية العمل على "اصطياد بن لادن" كما تقول الصحيفة. وحسب ما تقول "واشنطن بوست" فإن هذا التحرك من جانب أوباما استقبل بإيجابية كبيرة لدى الكثيرين من قادة الجيش الأمريكي. ولكن في نفس الوقت لديهم قلق بالنسبة لموقفه في العراق الداعي إلى سحب القوات الأمريكية المقاتلة هناك والتي يريد أوباما حسب تعهداته سحبها خلال 16شهراً حيث يعتبرون مثل هذا التحرك "خطيرا". وفي الوقت الذي يرى فيه قادة الجيش الأمريكي أن سياسة الرئيس جورج بوش غير ناجحة في أفغانستان وأنه يجب تغيير الإستراتيجية هناك، يعتقدون أيضا أن موقف أوباما من سحب القوات الأمريكية من العراق بهذه السرعة قد يؤدي إلى مضاعفات غير منظورة وخطيرة. من ناحية أخرى خطط روبرت غيتس، وزير الدفاع الأمريكي، والأدميرال مولين لمنح الولاياتالمتحدة دوراً قيادياً في أفغانستان بسبب أداء قوات الناتو المحبط والذي لا ينم عن أي حماس، وهو الدور الذي رحب به مسؤولو قوات الناتو.. كما يتوقع البعض أن يستطيع أوباما إقناع حلفائه بالناتو بإبداء المزيد من التعاون. ثم يوضح التقرير أن خطة مولين الجديدة تشمل ضم المناطق القبلية على الحدود مع باكستان إلى ساحة الحرب بعد حث المسؤولين الباكستانيين على شن هجمات على مخابئ القاعدة وطالبان على حدود بلادهم. كما تنوي الإدارة الجديدة تذكير الأمريكيين بكيفية بدء الحرب على ما تصفه ب"التطرف الإسلامي" في أعقاب هجمات 11سبتمبر، والتأكيد على أن القاعدة ما زالت أهم أولويات أمريكا، ولذا فقد يسعى أوباما للتعاون مع إيران المجاورة لأفغانستان لاستغلال رفضها سيطرة المتطرفين السنة على أفغانستان، وكذلك فإن أوباما مستعد لتأييد الحوار الناشئ بين الحكومة الأفغانية وبعض العناصر المعتدلة من حركة طالبان. من ناحيتها، دعت حركة طالبان الرئيس الأميركي المنتخب باراك اوباما الى التخلي عن السياسة الخارجية التي انتهجها الرئيس جورج بوش خصوصا في افغانستان، وذلك حسب ما جاء في رسالة اعلن عنها مركز اميركي لمراقبة المواقع الالكترونية الإسلامية. وحسب مركز "اس آي تي اي" ومقره ميريلاند (شرق الولاياتالمتحدة)، فان "حركة طالبان تحث الرئيس المنتخب باراك اوباما على التخلي عن السياسة الخارجية التي انتهجها جورج بوش والبدء بعملية اصلاح صورة الولاياتالمتحدة في الخارج". وجاءت هذه الرسالة باللغة الانكليزية على موقع الكتروني تستخدمه حركة طالبان، حسب المركز نفسه. واوضحت الرسالة ان انتخاب باراك اوباما يظهر "الرغبة الجماعية" لدى الأميركيين لوضع حد لحربي العراقي وافغانستان بعد الخسائر البشرية والاقتصادية الفادحة. وذكرت طالبان في هذه الرسالة اوباما "بان ارسال قوات اضافية الى افغانستان لن يجدي نفعا لأن طالبان والشعب الأفغاني سيهزمونها". واكدت الرسالة، حسب المصدر نفسه، انه في في حال واصل اوباما السياسة الخارجية التي انتهجها بوش فان مصير الديموقراطيين سيكون "مخزيا وحقيرا" واكثر من مصير الجمهوريين.