سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الملك عبدالله قرر أن يواجه العالم المنقسم على ذاته بالدبلوماسية الشجاعة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة إبراهيم الغمبري ل "الرياض" عشية عقد الجلسة الاستثنائية للحوار:
وصف السيد إبراهيم الغمبري، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بأنه زعيم ذو رؤيا وشجاعة، وبأنه قرر أن يواجه هذا العالم المنقسم على ذاته بدبلوماسية شجاعة. وقال الغمبري إن مبادرة الملك عبدالله لإطلاق حوار الأديان ستكون لخدمة الإسلام كما ولخدمة العالم كله مجتمعا. وأضاف أن دعوة الملك عبدالله لعقد هذه الجلسة إنما تدحض بوضوح مقولة أن ليس هناك ممثلون للإسلام يمكن لبقية العالم أن يحاورهم ويتحدث إليهم. وأعرب وكيل الأمين العام عن اعتقاده بإمكانية تطور هذا الحوار إلى آلية مستقبلية تصلح لفض النزاعات العالمية الحالية أو التي ستقع في المستقبل. وجاءت تصريحات السيد الغمبري في مقابلة خاصة مع "الرياض" بمناسبة عقد الجلسة الخاصة حول حوار الأديان التي ستعقدها الجمعية العامة للأمم المتحدة في الفترة بين 12- 14الجاري في مقر الأممالمتحدة بنيويورك، بدعوة من خادم الحرمين الملك عبدالله الذي وصل إلى المدينة الأميركية لهذا الغرض مساء الجمعة. وسيحضر هذه الجلسة عدد كبير من كبار زعماء الدول العالمية، ومن بينهم العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والملك الإسباني خوان كارلوس والرئيس الباكستاني عاصف علي زرداري والرئيس اللبناني ميشيل سيلمان والرئيس الأميركي المنتهية ولايته جورج بوش وغيره كثيرون. وقال الغمبري إن الملك عبدالله، الذي وصفه ب "الرجل ذي الحكمة والبصيرة النافذة"، قرر "أن يواجه عالما مقسما بدبلوماسية شجاعة. وبهذا فإن أفعاله هذه ستسدي خدمة عظيمة لا للإسلام فحسب، بل وللعالم أجمع." وأضاف أن جلسة الحوار هذه "ستدحض فكرة أن ليس هناك ممثلون للديانة الإسلامية على المسرح العلمي يمكن التحاور معهم، فالملك عبدالله نفسه قال إن الإسلام هو دين حوار وسلام." وأوضح أن منبرا دوليا للحوار بين الأديان كهذا يمكن أن يتحول إلى "آلية لمعالجة الإشكالات الدولية التي يمكن أن تقع في المستقبل." وقال السيد الغمبري، إنه على ثقة كبيرة بأن "مبادرة الملك عبدالله ستساعد بقوة على جسر الهوة القائمة بين المؤمنين بالأديان والمعتقدات العالمية المختلفة، وسوف تساعد في التقريب بين المجتمعات العالمية." وأثنى المسؤول الدولي على خادم الحرمين الشريفين لدعوته إلى عقد هذه الجلسة الاستثنائية للحوار بين الأديان تحت قبة الأممالمتحدة، قائلا إنه قام من أجل إنجاحها بجميع الخطوات التحضيرية اللازمة، بدءا بعقده مؤتمر الحوار الإسلامي في مدينة مكةالمكرمة في مطلع هذا العام، ثم باستضافته مؤتمر الحوار بين الأديان في إسبانيا في يوليو الماضي. وأكد السيد الغمبري على أهمية عقد جلسة الحوار بين الأديان هذه تحت مظلة الأممالمتحدة، قائلا إن هذا سيضمن للجلسة ولمقرراتها "أكبر قدر من المشروعية الدولية إذ أن العالم كله سيكون ممثلا فيها." وقال إن العضوية الدولية شبه الكاملة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تضم 192دولة، ستوفر "أكبر قدر من المشاركة العالمية التي لا يمكن تحقيقها في أي منبر دولي آخر من المنابر المتعددة الأطراف."وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت هذه الجلسة ستتحول إلى بند دائم على جدول أعمال الجلسات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة بسبب أهميتها، قال الغمبري إنه في حين أن هذا أمر ستقرره الدول الأعضاء، فإن "من المؤمل أن تقرر الدول الأعضاء في الجمعية، وبسبب أهمية السلام والأمن الدوليين لها، جعل هذا الأمر بندا ثابتا على جداول اجتماعاتها السنوية." واختتم الغمبري تصريحاته ل "الرياض" بالقول إن الحوار بين الأديان هو "لا شك في خدمة الحفاظ على السلام والأمن الدوليين، إذ أنه يعزز الإيمان الأساسي بأهمية الأممالمتحدة." وقال موضحا إن "الحوار المفتوح والاتصالات المباشرة هي الطريقة الأفضل لتحديد دواعي القلق، وهو ما يسمح باتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع وقوع الصراعات بين الأمم والشعوب." وأردف أن هذا الحوار بجمعه معا طائفة مختلفة من الجماعات إلى مائدة واحدة فإنه "سيؤسس لإقامة قنوات اتصال بين هذه الأطراف وهو ما من شأنه تخفيف وطأة الأزمات الدولية في المستقبل ومعالجة القائم منها حاليا." وقال إن هذا الحوار "إن تحول إلى مؤسسة ثابتة ومؤسسة تعمل بصورة جيدة، فإن بمقدوره أن يتحول إلى آلية لحل الكثير من النزاعات الأساسية القائمة الآن أو التي ستقع في المستقبل."