الرياض دائما أُصر على أنها المدينة التي لابد ان يعشقها من يقيم فيها .. مدينة ظاهرها قاس لم تمنحنا الابتسامة خارج منازلنا إلا في السنوات الأخيره ومع ذلك أُحبها كما لو كانت أفضل مدينة في العالم. رائعة هي الرياض دائما، وتزداد روعة حين يهطل المطر عليها تبتل ضفائرها فيتسابق العشاق على تمليس شعرها المجنون المتطاير فرحا بتلك الزخات. لكن الرياض ايضا مدينة عنيدة تريد ان تختبر عشقنا لها فتجعل من المطر الذي صلينا بالامس لربنا ليغيثنا حالة ارهاق وتعب حيث نبحث عن منازلنا واماكن عملنا عبر اكثر من طريق. اختلف طريق منزلي لأن الطريق المؤدي إليه أصر على احتضان الماء ورفض ان يتسرب منه إلى الارض لا اعرف من المسؤول حالة العشق ام ان الهيئة العليا لتطوير الرياض لم تؤهل طرقنا لتلك الامطار بحيث يكتفي الطريق بإلقاء التحية ويعطي المطر حق التسرب للأرض حيث تصريف الامطار خير وسيلة لتبقى الرياض مدينة جميلة وهادئة بكل صخبها الممتلئ بحالة العمل الدائم.. اعلم ان الرياض سيدة المدن وانها سيدة فاضلة لاتهتم للترفيه بل تعامله بحذر وتوقيتات محدودة، ولكن ايضا أعلم اكثر انها سيدة المدن التي تحبنا كما نحبها.. وانها مدينة لا تقبل ان تطول مدة الخطى لانها مدينة يحتضنها عاشق لا يقبل ان تبتل ضفائر مدينته دون ان يتحرك الرجال ليس لمساعدتها بل لاجتثاث المرض من جذوره. ابتلت ضفائر الغالية الرياض فوقع الكثير من الحوادث واحتُجز الكثير من النساء في سياراتهن مع سواقين واطفال، وبكى الصغار وخافت النساء وبقيت الرياض مدينة لا يسعنا الا ان نحبها أليست سيدة المدن دائما إن فاضت طرقها ببعض المطر أو امتلا فضاؤها بذرات الغبار؟ عشقنا للرياض يدفعنا لمشاركتها عتابها لابنائها البارين في سرعة اصلاح طرقها لتمكين مياه الامطار من التسرب لوجدانها لتظل مرتوية لايتطاير غبارها مع كل هبة هواء. أعتقد ان مدينة الرياض ونحن نحبها من حقها ان لاينام رجالها الا وقد تحولت إلى عروس المدن لا محليا، بل عالميا، نريد ان نفرح معها بالمطر دون تكدس المياه في كل طريق ونريد ان نفرح معها بالمطر دون ان نضطر للبقاء في منازلنا خشية توقف عرباتنا هنا أو هناك..، نعم رغم كل التحضر الواضح في منازلنا وملابسنا إلا ان داخل كل واحد فينا بقايا بدوي رائع يفرح بالمطر إلى حد الانتشاء ويريد ان يعانق السحاب شكراً لربه على الخير وايضا استمتاعاً بخير رب العباد أن نصلي بالامس داعين ربنا مطرا واليوم نرفع ايادينا لربنا ايضا ان تحتضن الرياض امطارها بين رمالها لاننا نحبها ونعشقها دائما. ولان المدن والنساء في علاقة دائمة فإنني باسم الرياض أتمنى من كل عشاقها ان لايتسببوا في أذاها ابدا والا فإن من حقها ان تبكي ألمها في حضرة عاشقها الدائم سلمان بن عبدالعزيز لأنها تعلم ان ضفائرها جزء من إلهامه وإلهام أهلها معه.