من بين مشاريع التنمية الهامة التي ينتظرها ساكنو مدينة الرياض، مشروع تطوير طريق الملك عبدالله الذي تقوم بالإشراف عليه الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، حيث أخذت وتيرة النقاش حوله مساراً تصاعدياً فيما يتعلق بتكاليف تنفيذ المرحلة الأولى من الطريق والتي تبلغ قيمتها 698مليون ريال، وسير عمل المقاول بالمشروع، وصاحب ذلك ادعاءات وافتراءات مسيئة تجاه المشروع؟! لذلك رأيت أن أضع مقارنة بسيطة، فحين نتتبع معظم مشاريع تطوير الطرق في العالم نجد أنها تستقطع مبالغ كبيرة وتستغرق زمناً طويلاً في التنفيذ، ففي دبي مثلاً بلغت تكاليف تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع تطوير وتحسين شارع الخيل بمدينة دبي والذي يعد من محاور الطرق المهمة الموازية لشارع الشيخ زايد والإمارات نحو 575مليون درهم، حيث تم تقسيم مراحل العمل بالمشروع إلى ست مراحل وشملت أعمال المرحلة الأولى للمشروع تخصيص أربعة مسارات للحركة بالإضافة إلى إنشاء تقاطع بعدة مستويات عند تقاطع شارع الخيل مع شارع الإمارات وتحويل أربعة دوارات في ضمن المشروع المتكامل إلى تقاطعات مجسرة. وبمقارنته مع مشروع تطوير طريق الملك عبدالله بحسب ما جاء في بيان الهيئة، نجد أن نطاق عمل المشروع في مرحلته الأولى يتضمن إنشاء ثلاثة مسارات للطريق الرئيسي، وعدة مسارات لطرق الخدمة في كل اتجاه، مع زيادة عددها عند التقاطعات والمداخل والمخارج من الطريق الرئيسي وإليه، إلى جانب مسار بعرض 10أمتار وسط الطريق الرئيسي لاستيعاب خط القطار الكهربائي بالإضافة إلى تنفيذ ثلاثة أنفاق طول كل منها 185مترا، ونفق رابع مغلق بطول 700م من غرب طريق الملك فهد حتى شرق شارع العليا، وستحتوي المنطقة فوق هذا النفق على طرق خدمة ومسطحات خضراء ومناطق مفتوحة وساحات سيتم استخدامها مستقبلا لمحطة القطار الرئيسية. بالإضافة إلى أن نطاق العمل يتضمن إنشاء جسور للمشاة وشبكات الخدمات الخاصة بالطريق من كهرباء ومياه، وتصريف سيول، وإنارة وتشجير، وأنظمة للسلامة في الأنفاق، ونظام الإدارة المرورية، ونظام المراقبة والتحكم، فضلاً عن تنفيذ شبكات المرافق العامة التي تشمل الكهرباء والمياه وتصريف السيول والصرف الصحي والاتصالات المُغذية للأحياء المحيطة بالطريق. بهذا تظهر المبررات حول تكلفة المشروع الذي سيكون بعد اكتماله واحداً من أهم الطرق الداخلية في المملكة، وسيتحول إلى طريق حضري مميز يتلاءم مع دوره كعصب نشاط رئيسي في مدينة الرياض. وبالنظر للمشاريع التطويرية القائمة التي ساهمت في تطوير البيئة الحضرية وأصبحت تميز الشكل العمراني لمدينة الرياض، كطريق الملك فهد ومركز الملك عبد العزيز التاريخي التي قامت بالإشراف عليها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، والتي تتشكل من القطاعات الحكومية ذات العلاقة، والقطاع الخاص، والأهالي لهي خير شاهد ينطق بالحق لتميز العمل بالهيئة ونزاهته حتى أصبحت مدينة الرياض الحاضرة العالمية التي اختصرت منجزات المدن، واصطفت في الخط الأول إلى جوار الحواضر العالمية الكبرى. @ متخصص في التخطيط العمراني