كما أشرنا سابقاً في عدة مقالات نشرت في "قسم العيادة" في جريدة الرياض الغراء أن حوالي 15% من المتزوجين في جميع أنحاء العالم يشكون من العقم وقد حددت مسؤولية الرجل في تلك الحالات مباشرة أو غير مباشرة بحوالي 50%. وخلال المؤتمر السنوي للجمعية الأمريكية لجراحة المسالك البولية والتناسلية الذي عقد في مدينة أورلندو في ولاية فلوريدا الأمريكية بتاريخ 12الى 17جمادى الأولى 1429ه الموافق 17- 22مايو 2008م وضم آلافاً من الاخصائيين تم طرح ومناقشة عدة اطروحات واجريت عدة ندوات حول العقم الذكري وآخر المستجدات حوله التي سنناقشها في مقالتنا هذه. وقد عرض الدكتور "سميث" نتيجة اختبار تم في 8عيادات لمعالجة العقم محدداً تأثيره النفسي على كلا الزوجين وأظهر ارتفاع نسبة الكرب او الضغط النفسي على الزوجين بمعدل حوالي 25% مع حصول مشاكل زوجية بنسبة 15% نتيجة العقم لدى حوالي 17% من تلك الحالات. وأما الدكتور "سالونيا" فقد أبرز ترابط العقم والأمراض القلبية والوعائية مع السمنة عند الرجال. وفي اطروحة قدمها الدكتور "ولش" في هذا المؤتمر أظهر فيها ارتفاع نسبة الإصابة بسرطان القولون والبروستاتا والملانوم عند الرجال العقيمين اذا ما قورنوا مع الرجال الخصبين. وقد تم أيضاً مناقشة اضطرابات القذف في ثلاثة عروض استهلها الدكتور "ديفيتشي" الذي أوضح أن سبب تخاذل القذف التام بعد عملية استئصال الغدد اللمفية خلف الضعف في حالات سرطان الخصية، يعود الى عدم قذف السائل المنوي من البروستات والحويصلات المنوية بمعدل حوالي 85% بعكس المعتقد الطبي السائد الذي يعزوه الى تراجع السائل المنوي الى المثانة اثناء القذف، وان تلك الحالات نادراً ما تتجاوب مع العلاج الدوائي لكنه يمكن الحصول على السائل المنوي باستعمال الرجاج الكهربائي عبر الشرج بنسبة حوالي 96% من تلك الحالات. وفي اختبار مماثل على رجال مصابين بالشلل نتيجة اصابة نخاعهم الشوكي تم الحصول على الحيوانات المنوية للتلقيح باستعمال الرزاز على العضو التناسلي او الرجاج الكهربائي بمعدل 91% من حوالي 2967محاولة مما يساعد على تفادي استئصال النطاف من الخصية بالابرة أو جراحياً في تلك الحالات. تلقيح النطاف وتعقيباً على تلك النتائج فقد أظهر الدكتور "سونكسان" امكانية استعمال الرزاز في البيت من قبل الرجل نفسه وقيامه بتلقيح النطاف في عنق الرحم حسب التعليمات الطبية وذلك بنجاح في بعض تلك الحالات مع حصول الحمل والولادة بنسبة حوالي 50%. واما بالنسبة الى استعمال الاستئصال المجهري للحيوانات المنوية من الخصية في حال غيابها في السائل المنوي فقد أظهر الدكتور "سيتيناكايا" أن نجاح تلك العملية يترابط عادة مع وجود خصية ذات حجم كبير وتدني معدل الهرمون المنبه للجريب FSH والهرمون الملوتن LH وارتفاع مستوى هرمون الذكورة أي التستوستيرون في الدم وغياب أية تشوهات هرمونية في كروموزوم Y. نتائج متناقضة واما الدكتور "رماسافي" فقد عرض نتائج متناقضة إذ إنه أظهر أنه لا يوجد أية علاقة بين معدل الهرمون المنبه للجريب FSH ونجاح العملية المجهرية لاستئصال النطاف من الخصية. اما بالنسبة الى التغييرات الهرمونية بعد القيام بتلك العملية فقد أظهر الدكتور "كوندو" ارتفاع معدل الهرمون المنبه للجريب والهرمون الملوتن مع عدم ظهور أي نقص في هرمون الذكورة، إلا عند الرجال المصابين بتناذر كلينفيلتر حيث كان انخفاض التستوستيرون مستمراً بعد عدة أشهر. وبالنسبة الى اجراء تحويل جراحي مجهري في حالات غياب الحيوانات المنوية التام في السائل المنوي نتيجة انسداد البربخ فقد عرض الدكتور "شان" نتائجه مع ظهور النطاف مجدداً بعد العملية بنسبة حوالي 91% وحصول الحمل الطبيعي بمعدل 31% والحمل بواسطة تلقيح البويضات بالحيوانات المنوية المستأصلة من السائل المنوي في 39% من تلك الحالات. وقد نجح الدكتور "كيم" وزملاؤه باستعمال تحليل خاص يدعى Chromasort Delect من اكتشاف النطاف المشوهة وغير الحيوية واستثناء استعمالها في تلقيح البويضات مما زاد في أمل الاخصاب والحمل في تلك الحالات. واما الدكتور "غرين هلغ" فقد استعمل طريقة فريدة بحقن نظير مشع لتحديد مكان الحيوانات المنوية الموجدة في الخصية في حال غيابها التام في السائل المنوي مما قد يساعد على كشفها واستئصالها بنجاح مجهرياً للتلقيح والحصول على أفضل النتائج ان شاء الله.