أكتب اليوم عن أبي المرحوم بإذن الله الشيخ حمود المعجل العبدالله الفرج، لقد رحل أبي من دنيا فانية إلى دنيا باقية ورب غفور غير غضبان، رحل أبي وترك في قلبي جرحاً عميقاً لا أدري كيف أداويه ومتى؟ لقد رحلت يا أبي وتركتني وقد كانت ضحكتك بلسمي وكلامك حكمة لي ،كنت أضع حكمتك نبراساً لي وكان حبي لك يا أبي وقود حياتي، ورغم أن هذه الحياة لا يخلد فيها أحد ولكنها خلدت سيرتك العطرة وذكراك الطيبة تلك السيرة المليئة بالكفاح والعطاء الذي كان بغير حدود. لن أكتب يا أبي عن الأعمال الخيرية التي كنت تقوم بها فالكل يعرفها ولكن سأكتب بعض من سيرتك الاجتماعية. لقد كان أبي عليه رحمه الله يعمل من بداية حياته للآخرة فكان حينما يسمع بمرض أحد يعاوده ويواسيه وكان يتكبد المشاق والعناء رغم مرضه وعدم تحمله فكان يعاود الصغير قبل الكبير وكان حينما يموت أحد معارفه يذهب للصلاة عليه ثم يذهب لذويه ليواسيهم، وعندما يدعى للأفراح يذهب اليهم أين ما كانوا رغم العناء والمشقة التي يلاقيها رحمه الله. لقد علمت الآن لماذا يفعل كل هذا؟ كان يحب الناس ويعمل للآخرة، ويوم مماته صلي عليه ظهر الجمعة بمسجد الملك خالد (رحمه الله) بأم الحمام وقد أتى الناس للصلاة عليه من جميع أنحاء الوطن الغالي وقد أخذنا العزاء فيه من بعد الظهر حتى صلاة العصر تقريبا وجاء الناس للعزاء فيه والبعض يقول نحن لا نعرف الفقيد ولا نعرف احداً منكم ولكن سمعنا عن أعمال هذا الرجل الخيرة وصفاته فأتينا معزين (جزاهم الله عنا كل خير) حتى ان أحد الناس ارسل رسالة على جوال عمي الدكتور محمد المعجل قائلا انه سيحج عن المرحوم هذه السنة لوجه الله تعالى وكتب الراسل فاعل خير. هكذا كنت يا أبي ومقولتك الخالدة في دواخلي (اصلح نفسك يصلح لك الناس) ولقد تركت يا ابي لنا ديناً ثقيلاً وهو حب الناس لك. رحمك الله يا ابي رحمة واسعة وجعل قبرك روضة من رياض الجنان بقدر ما قدمت واعطيت من بر وطاعة وعمل خير نتمنى ان يجعله الله الكريم في ميزان حسناتك. اللهم اجعل قبر ابي روضة روضة من رياض الجنة واسكنه مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا. رحمك الله يا ابي يا اغلى الناس وقد ترك فراقك الماً في قلبي وفراغاً كبيراً أدعو الله أن يصبرني عليه وان يجمعنا بك في الفردوس الأعلى آمين. ولا يفوتني في هذا المقام ان اتوجه بالشكر الجزيل لابناء عمومتي الذين وقفوا معنا في هذا المصاب الجلل والذي كان لوجودهم اكبر الاثر في تخفيف هول الفاجعة والفقد الأليم في لازمونا طوال ايام العزاء فلهم منا كل تقدير وامتنان لوقوفهم جوارنا ومواساتهم لنا، كما اتوجه بالشكر لأناس عزاز على قلبي ولكن لهم كل مودة واخاء وهم العم عبدالعزيز الشويعر (ابو زكي) والعم محمد عبدالله الدوخي (ابو فهد) والدكتور محمد المفرح الذين كانوا معنا لحظة بلحظة في ايام العزاء كما اتوجه بالشكر لكل الذين شاطرونا العزاء سواء بالحضور أو الاتصال بنا أو ابرقوا معزين نشكرهم فردا فردا..