لفتت انتباهي ظاهرة تكررت كثيراً في بعض المواقع الإخبارية الكبرى وكأنما هي توصية للانتشار والذيوع.. (سعودي يفعل كذا وكذا) و(سعودية تفعل وتفعل).. هذا الهوس الغريب من قبل بعض الإعلاميين لتصوير السعودية كدولة مليئة بالفواحش والجرائم والمصائب.. يجعلنا نتأمل المشهد متسائلين: من المستفيد؟. يقال: تحتاج لأعوام طويلة لتبني صورة ذهنية إيجابية عن أمر ما، لكنك (لا) تحتاج لأكثر من خبر بسيط لنسف الصورة ذاتها!. وفي حالتنا نحن (كسعوديين) لم يعد يهمنا أن تتحسن صورتنا الذهنية لدى الغرب، لأن الأمر قد استفحل ضرره فوصل للإخوة العرب بل وحتى المواطنين من نفس البلاد، فهل الرياض هي (شيكاغو)؟وهل من المقبول إفراد الصفحات الرئيسية لنوادر الجرائم والأخبار المشينة؟. القضية ليست في نشر الخبر بل في إبرازه وتسليط الضوء عليه كأنه الأمر الوحيد الذي حدث في السعودية!. في ذات المواقع تفاجأ بردود أفعال القراء العرب المختلفة أحدهم يقول: (مالذي يجري للسعودية!) مستنكراً ومتعجباً، ولا يلام فالغالبية لها ذات ردة الفعل، والقليل من يدرك (اللعبة) أحدهم كان عراقياً كتب رداً شريفاً وجميلاً قال فيه: (لماذا تصوركم مواقعكم التي تموّل سعودياً.. بأنكم مجتمع منحل تنتشر فيه الموبقات والجرائم! وأنا عشت في بلادكم نحو سبع من السنوات ولم أرَ فيها نصف ما يكتب هنا). من يقول للقراء إن السعودية مثل أي بلد عربي آخر؟ بل ربما تضاءلت فيها معدلات الجريمة بالنسبة لعدد السكان عن كثير من البلاد العربية.. من يقول لهم إننا هدف (مادي) وتسويقي بحت وإننا ندفع صورتنا الجميلة ثمناً لهذا.. والأكثر أهمية: من يقول لهذه المواقع: كفى!.