لازالت مشكلة المهندسين خريجي المراعي والغابات بكلية الزراعة بجامعة الملك سعود معلقة منذ عام 1423ه وحيث ألغي التخصص عام 1425ه. وشكا عدد منهم زاروا (الرياض) الواقع المأساوي الذي وقعوا فيه مناشدين الجهات المعنية الى التحرك لحل الحرج الذي لازال يحيط بهم مع مستقبل شهاداتهم التي لم تقبلها وزارة الخدمة المدنية وكذلك القطاع الخاص. وقالوا اننا شعرنا بهذا الطريق المسدود منذ تخرجنا فلم نستطع الاستفادة مماحملناه من دراسات وابحاث لنطبقها على ميدان العمل واصبح التفكير يلازمنا الى اين المصير مع مؤهل لايسمن ولايغني من جوع. وذكر الخريجون ان وزارة الخدمة المدنية قد اعتذرت لهم بحجة عدم وجود تصنيف يناسب تخصصهم في مختلف مناطق المملكة. الخريجون استغربوا غياب التنسيق والترتيب لفرص عملهم في وزارة الزراعة والهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وانمائها وغيرها من القطاعات التي يمكن ان تستوعب اعدادهم في مواقع المحميات والغابات وطالبوا ان تتاح لهم فرص العمل في بعض القطاعات من خلال توجيههم لدورات وبرامج تؤهلهم للاستفادة من تخصصهم في الاعمال المناسبة وبمرتبات لاتقل عن الخريجين الجامعيين من التخصصات الاخرى كما رحبوا بكل جوانب التحديث لخبراتهم وقدراتهم وتمنوا ان يجدوا فرص الابتعاث متاحة امامهم لتأكيد احقيته بالاداء والانتاج. الخريجون اعادوا في شكواهم للاذهان محضر اجتماع سابق لدراسة استحداث تخصص المراعي والغابات في الجامعات السعودية عقد عام 1416ه وذكر فيه احتياج وزارة الزراعة في ذلك الحين ل( 272) موظفاً الى جانب الاحتياج ل(23) آخر لشركات القطاع الخاص و(6) لمصلحة الارصاد وحماية البيئة و(75) موظفاً للهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وانمائها وهو الأمر الذي قالوا انه شجعهم للمسارعة في التسجيل بهذا القسم ويصابون بالاحباط بعد تخرجهم مع واقع عدم وجود فرص عمل. الخريجون يعملون حاليا في اعمال غير مستقرة لم يحققوا معها كما ذكروا الاستفادة من دراستهم اوقالوا يعاملون فيها وظيفيا كحملة ثانوية عامة حيث ترفض القطاعات الاهلية والحكومية احتساب التخصص. وابرز عبدالله القحطاني مشكلة التوظيف التي واجهته بعد تخرجه وقال انني عملت في احدى الشركات الاهلية في عمل لايمت بالتخصص بصلة وقد اقتنعت بالعمل ومرتبه لمواجهة الظروف التي كانت تحيط بي رغم المرتب الضعيف الذي لم يتجاوز ال(2500) ريال وليس لي ما أقوله سوى الشكوى من الضياع الذي وجدته وزملائي لأبقى دون تقدير في كل قطاع اتجه إليه. وذكر عايض الزهير ان مشكلة الدخل الشهري الذي يتقاضاه كخريج جامعي قليل جدا رغم دراسته التي اكد فيها الحرص والمثابرة مع لغة انجليزية مكثفة وقال انني اضطررت للعمل بالمرتبة الرابعة في احدى الوزارات بمرتب (2800) ريال وقد حاولت عشرات المرات مراجعة عدة قطاعات وشركات لأبحث عن فرصة افضل الاانني لم اجد مجالا لذلك. واشار عبدالله القطيم الذي يعمل بشركة أهلية ان قضية تجاهل الشركات والمؤسسات الزراعية لمؤهلهم شديدة وقال انني بحثت في عدة مدن وقرى لكني لم اجد الفرصة سوى في احدى الشركات بالرياض والتي وافقت على تشغيلي بمرتب ( 3000) آلاف ريال لا أظنه مبلغا يكفي للخريج للجامعي المؤهل ومسؤولياته العديدة من عائلية وغيرها واسأل الله ان تحل مشكلتنا بأسرع وقت ممكن كي نقف كحال الآخرين من حملة المؤهلات الجامعية الأخرى الذين سعدوا بتخرجهم ووجدوا المجالات العديدة متاحة أمامهم. وأخيراً يذكر عباس العتيبي ان معاناته لازالت كابوسا يحاصره حيث تخرج وراجع وزارة الخدمة المدنية وشركات ومؤسسات رفضت تشغيلة بحجة عدم وجود أعمال تتناسب مع تخصصه وقال انني لم أجد سوى الرضا بمرتب قليل لم يتعد الأربعة آلاف ريال. جدير بالذكر ان هذه المشكلة تضاف إلى مشاكل خريجين آخرين لم يجدوا فرص العمل وهو الأمر الذي يتطلب تدخل الجهات المعنية لتضع حد لمعاناة الخريجين الذين هم في حاجة لترتيب حياتهم الاجتماعية وشعورهم بتحقيق الذات وهو مايجب ان يتحقق بأسرع وقت.