أُكمل اليوم الحديث عن التهاب اللوزتين بين الحاضر والماضي.. فهناك طريقة (مجربة) لعلاج اللوز الملتهبة.. ينصح بها أُمهات أيام زمان.. وجدات هذه الأيام.. ويسمينها (الترفيع) فعندما تُشخص حالة الطفل أو الطفلة بأن لوزه ملتهبة (نازلة) يُعمد إلى دهن الرقبة والفك السفلي بدهان أسود اللون.. أو الدهان الأثير عند (الاولين) وهو الفكس.. أو زيت زيتون.. ولف أو ربط الفك السفلي إلى الأُذنين بقطعة قماش بما يشبه (اللطمة) وبعد يوم أو يومين تعود اللوزتان إلى مكانهما الطبيعي ويتعافى الطفل المريض من مرضه.. كما تقول الأمهات والجدات.. وقبل الاسترسال في سوانح اليوم أُشير إلى ان هناك مفهوماً خاطئاً لدى الكثير من الناس برز في السنوات الأخيرة.. وهو الربط بين التهاب اللوز ومضاد الأموكسيل.. فقد سمعت أحدهم يقول لآخر يشتكي له من التهاب في حلق ابنته الصغيرة.. سمعته يقول عطها أموكسيل.. تراي جربته معي ومع عيالي (وحدة بوحدة) وهذه النوعية من الناس (مع انها متعلمة) ومضاد الأموكسيل يفيد في حالات كثيرة.. إلا ان (الجهل) أفضل من (نصف المعرفة) فليس كل التهاب في الحلق يجب أن يؤخذ لعلاجه مضاد حيوي (أموكسيل أو غيره) بدون وصفة من طبيب.. وهؤلاء الناس لا تختلف كثيراً عمن يصف الجراد (ومويته المشبعة بالملح) لعلاج ارتفاع الضغط أو السمن البري لعلاج القولون العصبي.. وغيرها من وصفات شعبية.. نتيجة جهل أو (نصف معرفة) وذاكرتي لا تزال تحتفظ بصورة بائع الجراد المُملح وهو ينادي عليها بقوله (دوا الضغط.. دوا الضغط) وأعود إلى ماانتهيت إليه في الأسبوع الماضي.. فبعد إعطائي للطفل المريض مضاداً حيوياً عن طريق الوريد في غرفته المنوم فيها في المستشفى.. وأثناء مروري بعد المغرب للاطمئنان عليه وتطمين أهله (وقت الزيارة) لاحظت وجود امرأة كبيرة في السن تقف بجانب أم الطفل.. وتسر إليها ببعض الكلمات والنصائح التي لم أسمعها بوضوح.. ليس هذا فحسب بل ان (العجوز) لم تغادر الغرفة بعد انتهاء وقت الزيارة.. فقد قامت بالمبيت مع الطفل وأمه.. كما عرفت لاحقاً من الممرضة.. وبعد يومين من التنويم في المستشفى شُفي الطفل.. وخرج من المستشفى.. وبقي سؤال: هل الشفاء كان سببه المضاد الحيوي الذي أعطيته للطفل عن طريق الوريد.. أم ان الجدة قامت ب (ترفيع) لوز حفيدها أثناء الزيارة المسائية.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله.