ألقى أستاذ اللسانيات بجامعة الملك سعود الدكتور فالح شبيب العجمي مؤخرا في القاعة الثقافية في مقر نادي حائل الأدبي محاضرة بعنوان "وسائل التسلية عند العرب" وعنون لها بالجذور القديمة للفنون المسرحية والسينمائية. وأدار المحاضرة الأستاذ مشعل العرفج الذي عرض في البداية لسيرة المحاضر ومؤلفاته وبحوثه. وبدأ الدكتور العجمي المحاضرة بقوله: أن البشر حيوانات لها ثقافات حيوانات عاقلة مبدعة وقابلة للتعلم وهم سلبيون إزاء ثقل وطأة التراث ومتطابقون معه، إنهم حيوانات اجتماعية في الأساس وقادرة على الابتكار، يحيون في العلاقات بين بعضهم وبعضهم الآخر، ولهم استجابات وردود أفعال إزاء بعضهم البعض بغية صنع علاقات جديدة وأشكال جديدة للحياة، ثم تناول تاريخ مصطلح التسلية ومرادفاتها، وتطرق لمستويات التسلية الثلاثة اللفظية والفكرية ثم الفنية والإبداعية ثم ممارسة الهويات، وقال: إن الخلاصة أن كل نوع من هذه الوسائل في التسلية يحتاج إلى دراسات مستفيضة ومحاضرات متعددة، وقال: أن الفنون المرتبطة بالتسلية التفاعلية مبتدأ بتماثيل مجالس الفراغ واللهو، ثم تماثيل مجالس الشرب، ثم تماثيل الفناء، ثم خيال الظل. وقدم الدكتور العجمي لمحة تاريخية عن خيال الظل ثم فصلّ في طريقة عرض خيال الظل الثابت وطريقة عرض المتنقل، وختم في حديثه مستشهدا باستخدام وسيلة التسلية "خيال الظل" لقضاء وقت الفراغ في عصر المماليك. بعدها جاءت المداخلات التي بدأها عضو مجلس إدارة النادي الأستاذ شتيوي عزام حول الفرق في المجال الترفيهي في الماضي والحاضر متسائلاً عن عدم اهتمام النقد الثقافي بالمهمشين وميله للنخبة، ليرد العجمي أن الحاضر يعتمد على ما ورد من الغرب في المجال الثقافي والتقني، والعصر الحديث لم ينتج العرب فنوناً ترفيهية تفاعلية، وأضاف: ليس هناك منطقة فضلى للنقد أو للنخبة فليس لدينا ثقافة للنخبة إلا إذا اعتقدنا أن لكل نخبة ثقافة، وأضاف الجميع يسعى للتسلية مع أنه يتظاهر انه لا يسعى إليها والمهمش هو أيضاً ناقل للثقافة. مؤكدا على أن الفكر اليساري في الستينات ارتبط بالذين يسعون لخدمة المجتمع ومن هنا جاء أن المثقف يساري بعدها. قدم عضو هيئة التدريس بجامعة حائل الدكتور سليمان خاطر مداخلة تساءل فيها عن علاقة الشعر بالتسلية، فقال العجمي: أن الشعر إذا رافقه الغناء كان من التسلية وهذا له مبحث خاص رغم أنه تفاعل سلبي. وقال الأستاذ زيد العتيق أن جميع وسائل الترفية التي استعرضها العجمي تندرج تحت الثقافة المتغيرة وأن أصولها غير عربية، فأكد العجمي أن التمسك بالخصوصية نوع من المبالغة الذاتية. لتأتي آخر المداخلات عن تهميش التدوين التاريخي للثقافة الشعبية ليؤكد العجمي أن التدوين للثقافة الشعبية لم يلتزم احد به وهناك نتف منه في المدونات هنا وهناك مبرراً أن المهتمين بالثقافة الشعبية لم يحظوا باهتمام المدونين.