نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - يرعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة اليوم الأحد الحفل الختامي لمنافسات الدورة الثلاثين لمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره، التي نظمتها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في رحاب مكةالمكرمة، والذي سيقام في قاعة التضامن الإسلامي بفندق مكة انتركونتيننتال. ورفع وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله - على موافقته على رعاية المسابقة، وعنايته بكتاب الله - تعالى - وبحفظته، وتشجيعه، ودعمه لهم، موضحاً أن المملكة هي دولة القرآن، وحاملة لوائه، وخادمة بيت الله العتيق، وراعية الحرمين الشريفين، وارتباط هذه الدولة بالقرآن الكريم هو ارتباط قديم، قام على نشر هداية القرآن الكريم وتحكيمه، مشيراً إلى أن هذه البلاد المباركة - رعاها الله - ابتداء من مؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - وجميع من خلفه من أبنائه جعلت خدمة القرآن الكريم أسمى الغايات وأنبل الأهداف، وبذلت لتحقيق تلك الغايات شتى الوسائل والسبل. وقال إنه لا شك أن بلوغ هذه المسابقة الأم ثلاثين عاماً من عمرها المديد يؤكد مجدداً حرص ولاة الأمر على الاهتمام والرعاية والعناية بالقرآن الكريم وأهله داخل المملكة وخارجها، وإنه لشرف لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أن تحظى بالإشراف والترتيب لتنظيم المسابقات القرآنية في داخل المملكة وخارجها، مبيناً أن هذه المسابقة الدولية هي محط أنظار أبناء المسلمين من الحفاظ للظفر في المشاركة فيها لعدة معان وأهداف سامية. وأبرز مكانة كتاب الله العزيز في حياة الأمة، وأن القرآن العظيم هو كتاب الله المعجز بألفاظه ومعانيه وأخباره وأحكامه وآياته وبراهينه، أنزله الله هداية للناس أجمعين، ليخرجهم من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، كما قال - تعالى -: (آلر، كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد)، وهو أعظم ما ابتغى به الأجر، وعرف به الحق وهو أفضل الذكر، لأنه مشتمل على جميع الذكر من تهليل وتذكير وتحميد وتسبيح وتمجيد، وعلى الخوف والرجاء والدعاء والسؤال والأمر بالتفكر في آياته. وأضاف: لقد جاءت النصوص في فضل القرآن الكريم متواترة في الكتاب والسنة، وقال تعالى: (إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة" الحديث، والقرآن الكريم كتاب الله العظيم، وحبله المتين، وصراطه المستقيم من تمسك به هدي، ومن أعرض عنه ضل، قال تعالى: (الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد)، والرسول صلى الله عليه وسلم قد بين فضل من اشتغل بتعلمه وتعليمه، فقال: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه". وأكد أن هذا القرآن العظيم ضد الإرهاب والغلو بجميع أنواعه، وأن هذا القرآن هو الذي يقر حقوق الإنسان في قوله تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا)، مؤكداً انه كان من اللوازم أن يكون الناس في أخذهم للقرآن الكريم أن يكونوا متجددين بتجدد القرآن الكريم إلى قيام الساعة، وأن لا يكونوا سبباً في إعاقة ايصال هداية القرآن الكريم إلى النفوس. وشدد آل الشيخ على أن القرآن العظيم يبطل ادعاء هؤلاء الذين جعلوا القرآن شعاراً لهم، ولكنهم أفسدوا في الأرض وحاربوا الله ورسوله، فيقول - تعالى -: (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم)، هؤلاء الذين أخذوا بالإرهاب كفروا، ثم فجروا، إن هؤلاء يدعون أنهم يحسنون صنعا والله جلا جلاله ينبئنا عنهم بأنهم إذا تولوا سعوا في الأرض ليفسدوا فيها، وأهلكوا الحرث والنسل، ووقائع أعمالهم شاهدة على ذلك، قال صلى الله عليه وسلم: "وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون". واستطرد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد قائلاً: إن النصوص الشرعية من الكتاب والسنة كثيرة تحث النفوس المؤمنة على التنافس في العناية بهذا القرآن العظيم، تلاوة وتدبراً وعملاً واستشفاء على المستوى الفردي والجماعي، كما سجل التاريخ صفحات مشرقة لما كان عليه السلف الصالح من العناية بالقرآن الكريم، وتعاهد حفظه، وتعليمه، والعمل به، مثنياً على إنجازات هذه الدولة المباركة في خدمة كتاب الله - تعالى - ومنها إنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينةالمنورة، الذي يعد بحق أعظم صرح في مجال العناية بالقرآن الكريم، طباعة وتصحيحاً وترجمة لمعانيه ونشراً له في جميع أنحاء المعمورة، وكذلك مكرمة تخفيف مدة السجن عمن يحفظ كتاب الله - تعالى - تشجيعاً للجميع - ومنهم السجناء - على الإقبال على تعلم القرآن الكريم وحفظه، وتوجيه اهتمامه إليه، كما قامت الدولة بإنشاء الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، واحتضانها ورعايتها مادياً ومعنوياً. ووصف معاليه تنظيم المسابقات القرآنية بأنه مظهر من مظاهر عناية المملكة بالقرآن الكريم وأهله، مؤكداً على أن هذا الاهتمام من ولاة الأمر في هذه البلاد نابع من ادراكهم الراسخ لأهمية القرآن الكريم، واثره المبارك في قيام هذه الدولة، وحصول ما ينعم به هذا المجتمع الكريم من سبوغ الأمن، ورغد العيش، واجتماع الكلمة، وتآلف القلوب، وقوة المكانة بين الأمم، ذلك أن القرآن الكريم يدعو لكل خير، وينهي عن كل شر، ويهدي إلى المجد، والسؤدد، قال - تعالى -: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم)، وقال - تعالى -: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون)، مفيداً انه لا بد أن يكون سعي هؤلاء المتسابقين في هذه المسابقة مدعاة إلى سعي آخر، وهو إلى الامتثال للقرآن الكريم إذا رجعوا إلى بلادهم. وبين الوزير الشيخ صالح آل الشيخ أن المسابقة ستشهد - إن شاء الله تعالى - المزيد من التطوير والتجديد في برامجها وأعمالها، لتحقيق الأهداف والغايات السامية التي من أجلها أقيمت، رافعاً في ختام تصريحه الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين، ولسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - على جهودهما الجليلة في خدمة الإسلام والمسلمين، ودعمهما وتشجيعهما المستمرين لأعمال الوزارة في مختلف الأصعدة، مما كان له الأثر الكبير في مساعدتها على إنجاز مسؤولياتها وواجباتها على الوجه الأكمل.