21يوماً هي المدة الزمنية المتبقية على موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية حيث بدأ العد التنازلي.. وأخذ كل من الحزبين الجمهوري والديموقراطي يسعى بكل طاقته إلى الحصول على أصوات الناخبين في يوم الاقتراع.. أو حتى قبله حيث فتحت عدد من الولاياتالأمريكية مواقع صناديق الاقتراع منذ مدة وذلك لاجتناب الازدحام عليها يوم الرابع من نوفمبر القادم. استطلاعات الرأي العام والتي تقوم بها مؤسسات متخصصة والبعض منها تقوم به شبكات التلفزيون الكبيرة بالمشاركة مع الصحف الأمريكية الكبرى أشارت خلال اليومين الماضيين بتقدم السنتاتور الديموقراطي باراك أوباما على منافسه من الحزب الجمهوري جون ماكين.. بعشر نقاط طبعاً لا يمكن الاعتماد الكلي على تلك الاستطلاعات حيث يوجد فيها أخطاء بنسبة ليست بسيطة ولكن يمكن الاعتماد عليها كمؤشر له دلائل جيدة.. ولعل قول السناتور هيلاري كلينتون في حملتها التي قامت بها مؤخراً مع زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون لدعم حملة المرشح الديموقراطي باراك أوباما في حملته خصوصاً في ولاية بنسلفانيا التي لم يحقق فيها نجاحاً ملحوظاً خلال حملته الانتخابية الأولية على عكس السيدة كلينتون التي حققت أصواتاً بنسبة كبيرة في تلك الانتخابات الأولية حيث أكدت اثناء حملتها هي وزوجها بيل كلينتون لدعم المرشح أوباما بضرورة عدم الاعتماد على نتائج الاستطلاعات ولكن على ضرورة التصويت في صناديق الاقتراع يوم الانتخابات. حملة ال كلينتون (بيل وهيلاري) لدعم المرشح الديموقراطي تأتي لرغبة الحزب الديموقراطي إلى العودة إلى البيت الأبيض بعد انقطاع دام 8سنوات هي عهد الرئيس جورج بوش (الابن) فبعد فشل الحزب الديموقراطي بالعودة إلى البيت الأبيض في عام 2000- عام 2004عندما لم يستطع المرشح الديموقراطي آل غور من الفوز على منافسه. جورج بوش وانتهى موضوع تلك الانتخابات إلى العودة إلى المحكمة العليا وذلك بسبب إعادة حساب أصوات الناخبين في ولاية فلوريدا.. في عام 2004لم يستطع السناتور جون كيري بالفوز على منافسه جورج بوش.. حيث فاز عليه الأخير وحصل على فترة ثانية للرئاسة إذا الحزب الديمقراطي وهو صاحب الأغلبية في مجلس الشيوخ يرغب ويطمح بالعودة إلى سدة الحكم في البيض الأبيض. لذا نرى الحملة الإعلامية المكثفة والمكلفة التي يقوم بها رجال السناتور أوباما في مختلف وسائل الإعلام.. كلها تسعى لكسب أصوات الناخبين.. المتابع للواقع من العاصمة الأمريكية وعلى مدار ستة أشهر يمكن أن يخرج بنتيجة واضحة وهي أن الشباب وما دون الخمسين عاماً من العمر من الجنسين يؤيدون انتخاب باراك أوباما للرئاسة.. رغم كونه أمريكي من أصول افريقية، أما ما فوق سن الخمسين، فلا زالت لديهم نظرة غير مرحبة بوجود رجل أسود في البيت الأبيض؟؟ رغم أنهم مقتنعون بأن سياسة باراك أوباما الداخلية والخارجية سيكون لها مردود جيد على مستوى المعيشة من إيجاد فرص عمل أو التأمين الصحي أو التعليم.. ونفس الوقت سيعمل على تحسين الصورة الخارجية للولايات المتحدةالأمريكية. أما الحزب الجمهوري.. فيرى السناتور جون ماكلين ومرشحته لمنصب نائب الرئيس الحاكمة سارة بالين أن امكانية فوزهما كبيرة فهما يمثلون نسبة كبيرة من سكان الولاياتالمتحدة التي تتبع الحزب الجمهوري، لذلك نراهما يستخدمون وسائل الإعلام في حملات دعائية شرسة على حملة السيدة باراك أوباما.. ففي تلك الإعلانات يحاول الجمهوريون اظهار الخبرة الطويلة التي قضاها السناتور جون ماكين سواء في العمل كطيار بحري أم عمله في مجلس الشيوخ على مدى عقود من الزمن. في حين أن باراك أوباما لا يملك أي خبرة عسكرية أو حتى خبرة عمل تنفيذي. مع هذا العد التنازلي أتوقع بأن نشاهد العديد من الحملات الإعلانية الشرسة من الجانبين في محاولة جذب الناخب للتصويت له. لذلك من الصعب الإجابة على تساؤل العديد حول من سيصبح الرئيس رقم 44في الولاياتالمتحدة هل هو باراك أوباما أم جون ماكين؟ الجواب يوم 5نوفمبر القادم، سنعرف من هو الرئيس الجديد للولايات المتحدةالأمريكية للأربع سنوات القادمة.