من الملاحظ في الفترة بين بداية تسعينات القرن الماضي وحتى الوقت الحالي ظهور العديد من الأمراض الخطيرة والفتاكة التي لم يكن لها وجود بمجتمعنا قديماً بهذا الشكل المزعج على النمط الذي نراه اليوم بحيث أصبحت تتصدر هذه الأمراض لائحة الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكر والضغط والبدانة السرطان والربو والكبد الوبائي والروماتيزم حيث تعد هذه الأمراض من أخطر الأمراض فتكاً بالإنسان وسبباً في وفاته، كل هذه الأمراض وكما أشرنا من قبل لم يكن يعرفها المجتمع سابقاً إلا أنها الآن انتشرت بشكل كبير جداً ولافت للنظر لدرجة أنها قد باتت تهدد صحة أغلبية السكان والحاصل أن هذه الأمراض هي في زيادة مستمرة وبشكل مخيف خصوصاً في السنوات الأخيرة بين مختلف الفئات العمرية من الجنسين الذكور والإناث الصغار والكبار وصارت بالتالي تشكل هاجساً صحياً ونفسياً كبيراً ومزعجاً للناس. فما الذي حصل بالضبط في محيطنا حتى أدى إلى ظهور مثل هذه الأوجاع والأسقام بهذا الشكل الكبير؟ الدراسات حول هذا الموضوع لها عدة آراء، فبعض منها يرجع السبب في مسألة الغازات والتلوث البيئي الكثيف من جراء احتراق حقول النفط الكويتية أثناء وبعد عملية تحرير الكويت عام 1991م ومن الأسباب أيضاً المطروحة على طاولة الأسباب كثرة تناول الأدوية مما قد يؤدي في بعض الأحيان إلى نتائج عكسية على صحة الإنسان من فرط تناولها والتغير في الأنماط الغذائية السائدة التي أصبح يتناولها المواطن لدينا في الوقت الحالي، فهي الأخرى لها دور رئيسي ومباشر في صحة الإنسان، حيث إن الغالبية العظمى من هذه الأطعمة تكون معلبة أو مجمدة أو مبردة أضف إلى ذلك أيضاً التغير في الأنماط الحياتية التي دخل عليها عنصر الخمول والكسل الناتجين عن قلة الحركة وحالات الاكتئاب النفسي خاصة لدى أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة والمتعاملين بسوق الأسهم مما قد يحدث أزمة مالية نتيجة للمتغيرات الاقتصادية خصوصاً في حالة الخسائر الجسيمة مما يتسبب بالتالي في الإصابة بحالة الانهيار النفسي والضغط والسكري بشكل مفاجئ وقاتل. هذا ما أكدته وأشارت إليه معظم الدراسات والأبحاث العلمية الحديثة التي أجريت على منطقة الخليج العربي من ناحية انتشار وتواجد أمراض العصر وأياً كانت الأسباب لحدوث مثل هذا الانتشار الكبير لهذه الأمراض علينا التسليم بحكم الواقع المؤكد بأننا نعيش سجناء محبوسين وسط مجتمعات مملوءة بالأمراض المستعصية والقاتلة وأمام كابوس مزعج وواقع صحي خطير يهددنا مما يحتم على وزارة الصحة التعامل مع هذا الوضع الصحي بكل جدية وحذر وانتباه عبر اتخاذ الوسائل الكفيلة للحد من انتشار مثل هذه الأمراض وتوسعها بهذا الشكل المزعج وتكثيف الجهود للمكافحة وذلك من خلال حملات توعية مكثفة للمساهمة في نشر الوعي الصحي بين الناس والعودة إلى العادات الغذائية السليمة وتوضيح الأسباب المؤدية لهذه الأمراض وذلك للوقاية منها وتجنبها قدر الإمكان.