المزاج هو الحالة النفسية والعقلية للإنسان.. وهو عرضة للتقلبات حسب الظروف الداخلية والخارجية وحسب المستجدات، وقد يمر على الإنسان في اليوم الواحد تقلبات مزاجية متباينة من حزن إلى فرح.. والعكس.. من خوف إلى طمأنينة.. والعكس أيضاً.. من تفاؤل إلى تشاؤم.. وعكسه.. حسب المستجدات التي تطرأ عليه.. وحوله.. وما أكثرها في عصر سريع متقلب. إذا كان هذا مزاج إنسان واحد، فما بالك بمجموع أمزجة مئات الألوف معجونة كلها في سوق الأسهم، ومتقلبة كشريط الأسعار المتقلب بين الأخضر والأحمر.. الحزن والفرح.. الإقبال والإدبار.. الهوس والاكتئاب؟ معنى هذا أنه من الصعوبة البالغة الحكم على مزاج مئات الألوف في وقت واحد.. وهؤلاء هم الذين يشكلون المزاج العام للسوق.. لأنهم - ببساطة - هم السوق. وعرب الصحراء بشكل عام أكثر تقلُّباً وغرابة في المزاج، لأن الصحراء متطرفة.. ربّت كثيراً منهم على التطرف.. فالصحراء قاسية في حرها.. وبردها.. في جَدءبها ومطرها.. في عطائها وأخذها.. لذلك كان مزاج السوق لدينا شديد التقلب.. والتطرف.. قليل الاعتدال.. وقد زاد على حدة المزاج وتقلبه كثرة الاكتتابات.. وكثرة القرارات.. وكأننا نريد أن ننجز في عام ما أهملناه في عشرات الأعوام.. لذلك مر.. وسوف يمر.. سوقنا بأوقات عصيبة وأمزجة مختلفة حتى تتم الهياكل والتنظيمات وتستقر الأمور.. وأرجو ألا يكون ذلك بعيداً.