تحول ثلاثة شباب فقدوا نعمة البصر، يدرسون في الصفوف الأولى من المرحلة الثانوية بسبب الإصرار والتحدي إلى مدربين في مجال الحاسب الالي وخلال فترة وجيزة وفي مجال صعب وهو الخاص بتدريب المكفوفين. عوضهم الله عن فقد البصر بقوة البصيرة والادراك. والتحقوا بدورة اثناء الاجازة الصيفية في مجال الحاسب مع انهم في السابق لم يعرفوا شيئا عنه وتحولوا بعدها الى مدربين وتفوقوا على زملائهم المبصرين بمراحل عديدة. يقول عنهم مشرف التربية الخاصة سليمان الوهيد في تعليم الرياض لقد سعينا الى اقامة الدورة وكنت أحضر من أجل التجهيز لها ومتابعة المستلزمات وبعد ان تم ربط الاجهزة بالانترنت اتضح لي ان الأجهزة لم تتعرف على الطابعات وليس معنا اقراص التعريف الخاصة بالطابعات وكنا في حيرة من الامر. وخلال ثوان اذا بالطالب الكفيف عبدالرحمن العقيل الذي يدرس في الصف الاول الثانوي يدخل الى موقع H) P (ثم ينتقل الى قسم الطابعات وتعريفات الاجهزة ويقوم بتحميل البرنامج بالكامل ويحل المشكل في ثوان. دورة صيفية ويقول الطالب عبدالرحمن العقيل لقد التحقت بدورةنظمتها جمعية العوق البصري بدعم وتمويل من مؤسسة إبراهيم وعبدالله بن محمد السبيعي الخيرية خلال الإجازة الصيفية وفي هذه الدورة تعرفت على الكثير من الأمور والمجالات في عالم الحاسب الآلي وخصوصا في مجال برامج المكفوفين وطريقة استخدام الحاسب الآلي. لذا رأيت من الواجب علي نقل هذه التجربة الى باقي زملائي من المكفوفين لكي يتعلموا كيف يمكن استخدام الحاسب والذي هو لغة العصر الآن ومن يجهل التعامل به فهو امي. البرنامج الناطق ويضيف الطالب والمدرب الكفيف عبدالله الصانع وهو ممن حصل على هذه الدورة قائلا لقد ساعدتني هذه الدورة على معرفة جانب كبير من عالم الحاسب الآلي وخصوصا الانترنت والذي يعد نعمة كبيرة في مجال الاتصال والتواصل ومعرفة الجديد والمفيد في مختلف المجالات والفنون والاحداث ويفتح للانسان آفاقاً ارحب واوسع وأقومُ الآن بالتدريب على البرنامج الناطق وكيف يمكن للكفيف ان يستخدم الحاسب الالي. أعضاء منتجون ويتفق الطالب الكفيف مشعل الفراج مع سابقيه ويؤكد ان معرفة الحاسب هي من اساسيات هذا العصر ومن يتعرف على هذا العالم فانه سيدخل الى مجالات ارحب واوسع في العلم والمعرفة وتطوير الذات، واحمد الله على ان انعم عليَّ بمعرفة هذا العلم؛ لذا من الواجب على ان اسعى خدمة بقية زملائي من المكفوفين، تعليمهم طريقة دخول لهذا المجال ليواكبوا العصر ويكونوا اعضاء منتجين وليسوا عالة على احد، بل ان الله خص الكفيف باشياء لا توجد عند اخوانه من المبصرين تشمل قوة الادراك والنباهة وسرعة الحفظ وشدة الملاحظة. لهذا طلبنا من ادارة النادي ان ننظم هذه الدورة لإخواننا المكفوفين من ضمن المشاركين في النادي الرمضاني بمجمع العليان والذي يشارك فيه عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة. تطوير القدرات ويضيف الطالب الكفيف صالح بن عناد قائلا: ادرس في جامعة الملك سعود بالرياض في قسم التربية الخاصة واعيش مع اهلي في حفر الباطن اثناء الاجازة الصيفية وعندما علمت بهذه الدورة من خلال رسالة جوال وصلتني فقد طالبت من اهلي السفر بي الى الرياض من اجل الالتحاق بهذه الدورة التي اتوقع ان يكون لها الاثر الكبير في تطوير قدراتي وامكاناتي فانا احتاج الى الحاسب الآلي بسبب دراستي الجامعية والتي تتطلب مني اعداد الكثير من البحوث والاطلاع على الدراسات وبسبب جهلي بالحاسب الآلي لم استطع الاستفادة من هذه الامور، بل انني اصبحت عالة على اهلي وزملائي في مجال الحاسب الآلي. لذا جئت الى الرياض من أجل الالتحاق هذه الدورة، والتي سعدت بان من يدربنا فيها اخوة صغار مما يعني انني من السهل علي ان اتعلمه مثلهم. وأعرب الطلاب المتدربون عن شكرهم لادارة التعليم بالرياض وادارة الاندية الرمضانية ولمدير النادي الاستاذ احمد المطوع وكافة المشرفين لتخصيصهم جزءاً من انشطة وبرامج النادي لذوي الاحتياجات الخاصة. منتدى المكفوفين وأوضح مشرف التربية الخاصة المسئول عن برامجهم في الاندية الرمضانية الاستاذ خالد السليمان قائلا ان الطلاب المكفوفين خصهم الله بقدرات وامكانات لا توجد عند غيرهم، ومع انهم محرومون من نعمة البصر الا ان لديهم منتدى على الانترنت يتواصلون من خلالهم ويتبادلون المعلومات والخبرات، الى جانب تواصلهم عن طريق الايميل ورسائل الجوال فكل هذه الامور يستمتعون بها مثل اخوانهم المبصرين بل يتفوقون عليهم في سرعة العمل والانجاز والفهم السريع والابداع. وأشار مدير النادي الاستاذ احمد المطوع ان نادي مجمع العليان الرمضاني يضم اكثر من ثلاثمائة طلاب من مختلف المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية والجامعية ولكل مرحله برامجها الخاصة ومشرفيها المسؤولين عنها بل ان الملاعب موزعة للمراحل، كما ان النادي يضم قسماً لطلاب التربية الخاصة ويتم عمل برامج خاصة بهم وبرامج اخرى يشتركون فيها مع زملائهم وخصوصا في البرامج الثقافية والمسابقات.