تحولت خلال الأيام الخيرة الحملة الانتخابية التي يقودها جون ماكين وسارة بالين مرشحا الحزب الجمهوري لمنصبي الرئيس ونائب الرئيس إلى مسرح للتشهير والتحريض على مرشح الحزب الديموقراطي للرئاسة باراك أوباما. فقد حاول ماكين وبالين تشويه صورة أوباما بعد أن وجدا أن شعبية ماكين تنخفض بسبب التدهور الاقتصادي وبسبب الربط القائم بين ماكين وجورج بوش المتهم من جانب أغلبية الشعب الأمريكي بتحمل نصيب كبير في هذه الأزمة. وقد بدأت الحملة ضدّ أوباما أولا بهدف تحويل أنظار الناخبين عن التدهور الاقتصادي القائم. ففي ثلاث خطب لبالين في ثلاث ولايات مختلفة كررت بالين قصة العلاقة القائمة بين وليم آيرس وبين أوباما. وآيرس هو الآن محاضر جامعي كان إبان حرب فيتنام معارضاً لتلك الحرب وقرر إقامة مجموعة سرية تهدف إلى وضع حد لحرب فيتنام عن طريق التفجيرات في داخل الولاياتالمتحدة واتهم في حينه قبل أكثر من 30سنة (عندما كان أوباما صبياً صغيراً) انه "إرهابي". ولكن هذا الأمر انتهى مع هزيمة أمريكا في تلك الحرب. وبعد أن أصبح ايرس محاضراً جامعياً قامت علاقة بينه وبين أوباما. ولكن بالين كررت مقولتها :"ما هي هذه العلاقة بين الإرهابي آيرس وبين أوباما ؟" وردد الجمهور " إرهابي".ولم يقم لا ماكين ولا بالين بإدانة الهتافات. وفي خطاب جماهيري انتخابي في ولاية نيوماكسكو تساءل ماكين "من هو باراك أوباما الحقيقي ؟" وجاء رد من الجمهور " إرهابي ". وفي هذه المرة أيضا لم يقل ماكين أي شيء معطيا الانطباع أن الجواب صحيح. وعندما كرر نفس الجملة في خطاب انتخابي آخر جاء الجواب من الجمهور " إنه إرهابي " و " إنه كذاب ومخادع ". وفي لقاء انتخابي آخر في ولاية نيفادا التي لا تزال متأرجة بين الحزبين كرر ماكين مقولته المذكورة وفي هذه المرة جاء الرد :" طارده أنه شخص سيىء لبلادنا " وفي نفس هذا اللقاء صاح البعض " أوباما أسامة.... أوباما أسامه " إشارة إلى أسامة بن لادن. وفي هذه المرة أيضا لم يحرك ماكين ساكنا. وفي لقاء انتخابي في ولاية إيلنوي وهي ولاية أوباما قام ضابط في الشرطة الأمريكية وهو يرتدي بزته الرسمية بإلقاء خطاب وتساءل :" من هو باراك حسين أوباما " ؟ وتجري الآن تحقيقات معه لأنه استغل بزته ومنصبة لدعاية إنتخابية. وفي لقاء آخر تحدث أحد الحاضرين ومما قاله :" تصوروا أنه في الخامس من تشرين الثاني - نوفمبر تستيقظون في الصباح لتجدوا في البيت الأبيض شخصا يدعى باراك حسين أوباما ". وهتف بعض الحاضرين "بومب بومب أوباما" وكلمة بومب معناها صوت انفجار قنبلة. ووقف شخص آخر بعد ذلك معلقا :" إنني حقيقة غاضب جدا ليس بسبب الانهيار الاقتصادي بل بسبب أن الاشتراكيين قد يسيطرون على البلاد .... باراك أوباما ونانسي بيلوسي(رئيسة مجلس النواب الأمريكي )". واضطر ماكين حيال الحملة الإعلامية العنيفة والبث المتكرر لهذه الحوادث على شبكات التلفزيون الشيء الذي أدى إلى مزيد من انخفاض شعبيته في استطلاعات الرأي العام الأمريكي أن يتراجع. ووجد الفرصة المناسبة عندما كان يلقي خطابا إنتخابيا في ولاية مانيسوتا. ففي أثناء فترة الأسئلة والأجوبة قامت سيدة مسنة وطلبت توجيه سؤال. وكان سؤالها هجوما على أوباما وقالت :" إن أوباما عربي.... " وقبل أن تتم سؤالها قاطعها ماكين قائلا :" أريد أن أقول لكم بصراحة أن باراك أوباما مواطن جدير بالاحترام وشخص يجب أن لا تهابوا منه إذا أصبح رئيسا للولايات المتحدة. هناك خلاف بالرأي بيننا أعتقد أنني سأكون أفضل منه رئيسا ولكن أكن له الاحترام ". ومع ذلك بقي الجمور يهتف ضدّ أوباما متهما إياه بالإرهاب. إلى ذلك، اتهم النائب الاميركي الديموقراطي جون لويس أمس المرشحين الجمهوريين الى الرئاسة ونيابة الرئاسة جون ماكين وساره بايلن باثارة الحقد ضد منافسهما باراك اوباما الذي قد يصبح اول رئيس اسود في الولاياتالمتحدة. وقال لويس في بيان نشر على الانترنت ان ماكين واوباما "يلعبان بالنار. واذا لم يحذرا، فان هذه النار ستلتهمنا".