احتضنت مدينة الرياض طوال أيام عيد الفطر المبارك 15مسرحية للكبار والصغار، واحتضنت مدينة جدة بدورها بعضاً من الأفلام السعودية القصيرة وفيلماً طويلا لراشد الشمراني بعنوان "صباح الليل" وهو ليس من إنتاجات روتانا السينمائية التي ينصح بالابتعاد عنها. ونشكر بذلك جميع القائمين على الأمانتين، الرياضوجدة، لمساهمتهم القيمة في تقديم الجرعات الفنية اللازمة من مسرح وسينما لإبعاد كوابيس المسلسلات الرمضانية. لكن هناك سؤال يؤرقني، هو ما الذي جعل جدة مدينة للسينما وما الذي جعل الرياض مدينة للمسرح؟!. أعتقد بأنه نفس السبب الذي جعل مدينة نيويورك في أمريكا مدينة للمسرح ومدينة لوس انجلس مدينة للسينما، ففي نيويورك هناك شارع البرودواي محط أنظار المسرحيين، وفي لوس انجلس هناك هوليوود الشهيرة معقل السينمائيين. ولا بد أن تصدقوني أعزائي القراء بأن هناك الكثير من الأمور المتشابهة بين الرياضونيويورك من جهة وبين جدة ولوس أنجلس من جهة ثانية. وسواء كنت طموحا جداً أو ساخرا جدا في تشبيهي هذا، فأتمنى أن يأخذني القارئ على محمل الجد، فليس هناك فرق كبير، ففي الرياض ناطحتي سحاب مما يجعلها الأقرب لنيويورك عكس مدينة جدة التي لا تمتلك ولا ناطحة واحدة. ومثل ما أن الحركة الفنية الشهيرة المعروفة "بالكسرات" انطلقت من الرياض فإن موسيقى "الهيب هوب" انطلقت من نيويورك أيضاً!. أكبر مدينتين في السعودية هما الرياضوجدة، وأكبر مدينتين في أمريكا هما نيويورك ولوس انجلس. تتساوى أهمية ميناء جدة في السعودية مع أهمية ميناء لوس انجلس في أمريكا، وتملك الرياض برجاً للتلفزيون يوازي في معناه تمثال الحرية في نيويورك. وبعد كل هذه الإثباتات التي قدمتها لأدلل على أن الرياض هي نيويورك السعودية، وجدة لوس انجلس السعودية، أعود لموضوع المقال الرئيسي، وهو لماذا احتضنت الرياض أعمالا مسرحية في احتفالات العيد بينما احتضنت جدة الأفلام السينمائية؟!. والحقيقة أني لا أجد سبباً سوى أن الرياض هي نيويوركوجدة هي لوس انجلس، وعلى جميع "الرياضيين" تقبل ما يملكه "الجداويون" تماما كما تقبل "النيويوركيون" ما يحظى به "اللوس انجلسيون"!.