تذكرت هذه الحكمة التي قالها لي طبيبي عندما زرته لاستشيره في بعض ما أظهره الدهر علي من ندبات وأكياس دهنية. طبيبي هو حافظ ويعمل بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث. يعجبني هذا الطبيب لأنه يعطيني الفرصة لاتجاذب معه أطراف الأحاديث الطبية ويعطيني الفرصة لأبوح له. أقول تذكرت حكمته عندما قرأت مقال الأستاذ عبدالعزيز الحمد الذكير في نافذة رأيه وجاء بعنوان أبو شامة والذي تحدث فيه عن تكبير الشفاه ودفع الصدر وقص ولزق الأنوف وكل هذا يحدث نتيجة تدخل مشرط طبيب التجميل أقول الحكمة التي قالها لي هي أصلاً نقلها لي طبيبي عن أستاذه الجراح الذي أباح له بها عندما كان طبيبي يدرس مادة الجراحة لديه. مناسبة هذه الحكمة هي عندما رأى طبيبنا كيساً ممتلئاً بالدهون على ظهر معصم ذلك الجراح اندهش الطبيب الناشئ (د. حافظ) وسأله لماذا لا تستأصل هذا الكيس وأنت جراح عندها قال الطبيب العجوز حكمته. وحدثني بعدها د. حافظ بأنه إذا لم يكن هناك ضرورة طبية قصوى (مثلاً ألماً مبرحاً) لا تدع مبضع الجراح يقع على أي جزء من جسمك لأن الطبيب هو طبيب بشري بآخر المطاف قد يخطئ وتكون كارثة. وأي كارثة! قد تحدث وتذكرت كيف أن زميلنا فقد ابنه الوحيد تحت مبضع الجراح لأنه أراد أن (يشفط الدهون). وأقول لهؤلاء اللاتي يذهبن إلى جراحي التجميل دون ضرورة فقط للمظهر الخارجي أقول لهن لا تدعن مبضع الجراح يقع على أجسامكن حتى لا تكون هناك فرصة لخطأ مبضع الجراح وتنتج عواقب وخيمة لا سمح الله وأقول الاهتمام بالمخبر أفضل بكثير من الاهتمام بالمظهر. @@ مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث