الخبر: أعلنت الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008أنها ستعمل على إنتاج الألبوم الجديد للمطربة الكبيرة السيدة فيروز بعنوان (الله كبير) من الحان ابنها زياد الرحباني، مع العلم أن أغاني الألبوم كانت جاهزة منذ خمس سنوات ولكن تأخر طرحها بسبب الأوضاع اللبنانية.. "وعدم وجود منتج!". التعليق الأخبار والأوضاع الفنية التي يحزن لها القلب وتدمع لها العين كثيرة، ولكنَّ خبراً مفاده أن فنانة كبيرة مثل السيدة فيروز لا تجد من ينتج لها ألبومها الجديد، هو أسوأ بكثير مما توقعنا أن نسمعه بعد طول غياب، وطول انتظار، لعملها الجديد! فبعد أسابيع قليلة من الخبر الذي نشرته كل الصحف العربية - تقريباً - عن عزم الفنانة الكبيرة طرح ألبومها الجديد (الله كبير) في الأسواق، تفاجأنا بتأخره أكثر من اللازم، قبل أن يخرج لنا ابنها زياد الرحباني بتصريح يعبر فيه عن خيبة أمله بإيجاد من ينتج العمل الجديد لجارة القمر وسفيرتنا إلى النجوم! يبدو أن فيروز -حقاً- لم يعد لها مكان بيننا، وأصبح مكانها الحقيقي هو هناك بعيداً، عند النجوم، بعد أن أصبح أهل الأرض عاجزين عن الوفاء لها ولتاريخها الذي شكل أحد أهم الاشراقات في الفن والثقافة العربية في القرن العشرين، وحتى يدرك القارئ الكريم فداحة الأمر.. أدعوه إلى التأمل قليلاً في محلات الكاسيت والأغاني التي تبثها القنوات الفضائية، ماذا سيرى؟! سيرى ارتفاع منسوب نهر الفنانين والفنانات المجهولين سواء أولئك الذين ينتجهم (نهر الفنون) في لبنان، أو التي تنتجهم أنهار أو "مستنقعات" باقي الدول العربية، والعجب العجاب هو أن يجد هؤلاء الجدد والصغار من ينتج ويوزع أعمالهم، وفيروز لا تجد منتجاً! أيعقل ذلك؟! طبعاً قبل أن نسأل هل يعقل أم لا، علينا أن نسأل عمن هو المسؤول عن حالة التردي التي وصلنا إليها، ووصلت إلى حد أننا لم نعد نريد الاستماع إلى فيروز! هل هي شركات الإنتاج التي تريد إنتاج أي حاجة واعتادت على الكسب السريع، أم الجمهور الذي لم يعد يطيق تذوق طعم الفن المحترم واعتاد على هذه الوجبات الفنية السريعة والخفيفة. السريعة في زوالها عن الذاكرة، والخفيفة في معانيها وفنيتها! هذا السؤال، الذي يصعب الإجابة عليه والشبيه بسؤال من هو الذي يسبق الثاني البيضة أم الدجاجة؟. لا يغني عن القول أننا جميعنا مسؤولون، فالشركات التي تعشق الأصالة أكثر من (أصالة)، أو الجمهور الذي يهوى الفن والأنغام أكثر من (أنغام)، ماذا ستكون ردة فعله لولا إعلان الأمانة العامة لاحتفالية دمشق استعدادها لإنتاج ألبوم فنانتنا الكبيرة وسفيرتنا إلى النجوم وسماء الفن الجميل (فيروز)؟ أنا متأكد أن ردة فعله هي الصمت. لكن، (الله كبير) يا فيروز.