"إن كل الدول 27الأعضاء في الاتحاد الأوربي ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لضمان استقرار النظام المالي لديها" نيكولا ساركوزي - الرئيس الفرنسي * سيل الأسئلة التي تتم يوميا لدينا عن أوضاع السوق المالية لدينا والاقتصاد ككل لا يتوقف، فعلى شاشات التلفزيونات العالمية أصبحنا نعرف أسماء ووجوهاً مستمرة الحضور، الرئيس الأمريكي أصبح يوميا يدلي بتصريح، ووزير الخزانة بولسون محل استقطاب الصحافة، وبرنانكي رئيس البنك الفيدرالي، والشركات والبنوك الأمريكية، ومدير الصندوق والبنك الدولي، والمستشارة الألمانية ميركل والفرنسي ساركوزي والبريطاني بروان والإيطالي بيرلسكوني، والأسباني ثابتيرو، وايقاف للبورصة الروسية المنخفضة 14بالمائة في جلسة واحدة، حالة استنفار عالمي لم تستثني أي مسؤول وأي وزير في كل الدول، الحدث كبير والأسباب أعلنت ومعروفة، والعلاج يحتاج وقتا وجهودا جبارة وكبيرة ومصداقية في البناء. حين نشهد هذه المتغيرات في دول العالم، والتصريحات والمقابلات الإعلامية لكل مسؤول في كل دولة أو في الشركات والمؤسسات، نجد بالاتجاه الآخر أنه لا يوجد لدينا شيء موازٍ في الوضوح والشفافية، فالأسئلة كثيرة، والسوق تحتاج إلى تطمين "حقيقي" وإلى ثقة "موثقة" وإلى امتصاص الخوف والرعب الذي أصبح هو السائد الآن والجميع على حق بالخوف والرعب بلا جدال. فهل هناك ما يوزايه من ينزع فتيل الخوف والرعب لدى المتعاملين بالأسواق المالية أو المستثمرين؟. في المملكة لدينا لم يظهر وزير واحد ليصرح لنا ويقول هل لنا علاقة بكل ما يحدث؟ الفرضية المسلمة هي لنا علاقة بالتأكيد، ولكن ما حجم هذه "العلاقة" ما هي الأموال المستثمرة؟ كم قيمتها؟ وكم خسائرها؟ وما هو الوضع المالي لدى الحكومة والبنوك والشركات السعودية، نحتاج إلى كشف حساب شامل وكامل لكل ما يحدث اقتصاديا وهي تمس كل مواطن صغيرهم قبل كبيرهم، وعلى هذا الأساس يتم البناء الاستثماري وتحديد المستقبل لكل قرار، الأغرب الآن أن مدراء الشركات التنفيذيين ورؤساء مجالس الشركات والبنوك أصبحوا كالمسؤول الحكومي لا يصرح ولا يتحدث، لم يخرج لنا رئيس مجلس إدارة بنك ليقول لنا أي شيء، هل لهم استثمارات خارجية أم لا؟ ما حجمها؟ ما وضعها؟ أي شئ لم يظهر، وظل الصمت مطبقا على الجميع، هل هذا هو المطلوب من المسؤول أيا كان حكوميا أو خاصا؟ هل هي أموال شخصية واستثمارات شخصية أم أموال حكومية عامة واستثمارات أفراد في الشركات؟ لماذا هذا الخوف والتردد لدى المسؤول بالحديث، المكاشفة هي أهم الحلول ولكي لا يفتح باب إشاعات وقيل وقال، ولن يلام أحد على الحديث بأي شيء، لأننا نفقد المعلومة التي لدى المسؤول الحكومي أو القطاع الخاص، لا نطالب بتدخلات أو غيرها، فقط معلومات شفافية ووضوح، وقبل أن تسن الحكومة قوانين الحوكمة والشفافية والوضوح هل هي طبقت أساسا لدى الحكومة قبل غيرها؟ نحتاج الكثير والكثير في إدارة الأزمات كما هي الآن، ولكن ما نلحظه الآن يظهر أي مدى نحن نعالج الأزمات بصمت تام لا يبرره أي شيء.