لمملكتنا دور متميز في دعم التنمية الزراعية متمثلة في البنك الزراعي حيث يقوم بتمويل المشاريع الزراعية ذات العوائد الاقتصادية التي تعود بالنفع على الوطن والمواطن فيدعم عجلة التنمية الزراعية في المملكة وتخطي العقبات كما يقوم البنك الزراعي بدعم مشاريع زراعية ضخمة تدعم مسيرة التنمية الزراعية، ومحاكاة العالم في التطوير الزراعي يحتاج إلى إدخال انماط زراعية جديدة وتغيير النظم الزراعية المستقبلية وذلك بالسعي لإنتاج انواع جديدة تبعاً لتغير العادات الغذائية وزيادة الاطلاع ونمو معدل الوعي الصحي (والغذائي) وانتشار العلم والمعرفة ومن هذا المنطلق نرى مدى الحاجة للتوسع في هذا النوع من الزراعة والتي لها مستقبل وسوق حيوي نشط بالمملكة وهي زراعة (الفطر) al mushrom أومايسمى بعيش الغراب.. وفقاً للباحث محمد رضا عبدالله أحد منسوبي البنك الزراعي "إدارة القروض المتخصصة". حيث يعتبر المشروم aqaricus campeestnis من أهم أنواع الفطريات اللحمية التي تستخدم في الغذاء والتي تعود في الأصل إلى فصيلة (aqaricaqceae) وينتمي إلى صف الفطريات الدعامية (الرمية) آي انه لا يكون جذور حقيقية ولا يستطيع أن يقوم بعملية التمثيل الضوئي كما في النباتات الخضراء كونه عديم اليخضور ويحصل الفطر على غذائه من المواد العضوية المتحللة للخلطة الغذائية (الكومبست) حيث تستعمل الحوامل الجرثومية لبعض انواع عيش الغراب غذاء (طعام) أساسي قديماً لفقراء المناطق التي تحد بحر البلطيق وشمال شرق آسيا حيث عرفه قدماء المصريين منذ آلاف السنين واستخدم في تحضير كثير من الوجبات ذات القيمة الغذائية العالية وكانوا يطلقون عليه غذاء الآله أما اليونانيون والرومانون فاعتبروه غذاء النبلاء والقادة أما الحكماء الصينيون فأطلقوا عليه أكسير الحياة باعتباره غذاء الصحة والجمال، وكان الفرنسيون أول من اشتغل بزراعتها لاستعمالها كمادة غذائية ومن ثم امتدت زراعتها إلى الاتحاد الأوروبي ألمانيا وهولندا وآسيا في اليابان والصين وأمريكا وتزرع حالياً في العراء في جنوب شرق انجلترا حيث أصبحت زراعتها مربحة من الناحية التجارية وزيادة الاستهلاك حيث يستهلك الصينيون واليابنيون كميات كثيرة من عش الغراب في غذائهم وتباع طازجة أو مجففة أو محفوظة في علب معدنية، حيث هناك مصانع متخصصة تقوم بتعبئتها وتصديرها. انواع الفطر المستخدمة في الزراعة: كما سبق فإن تقاوى الفطر تنتجها شركات أوروبية متخصصة والفطر المستعمل في الزراعة بنوع (الأجاريكسي) حيث يتميز هذا الفطر بالشكل الجذاب والطعم اللحمي كما ان زراعة هذا النوع من الفطر تحتاج إلى خبرة خصوصاً في وقت حصاد المحصول ووجود أشخاص متخصصين لتمييز الأنواع الصالحة للأكل فكثير من الأصناف تنمو بجانبها فطرة سامة تحتاج إلى خبرة اثناء الحصاد والتدريج، وابعادها عن الفطر المستعمل للأكل، ويكون القطف عادة بعد شهر من الزراعة في القطفة الأولى وتكون بعد ذلك كل اسبوع. زراعة التقاوى (بذور الفطر): تعرف التقاوى المستخدمة لزراعة الفطر ب (السبون) spawn وهي تقوم بمقام البذور حيث يتم انتاجها من قبل شركات متخصصة تحت ظروف خاصة، ويتم تحضير البيئة المناسبة وذلك باستعمال السماد الحيواني أو التبن في زراعة الفطر، مع خليط السماد العضوي (الكومبست) ويفضل استعمال السماد الحيواني المأخوذ من روث الخيل مع خليط من التبن، ويتم تحضير الوسط الزراعي بترطيب التبن بالماء لمدة يومين حتى يتخمر ثم إضافة الأسمدة الكيماوية وروث الخيل المنقوع بالماء حيث يتم جمع الخليط ويقلب لمدة ثلاثة أيام باضافة المواد المعقمة والجبس CaSO42H2O وهو عبارة عن كبريتات الكالسيوم حيث يكون لهادور مهم في تعديل درجة الحموضة بالإضافة إلى امتصاص الرطوبة وتملأ الأحواض الخشبية بهذا الخليط وتصبح جاهزة للزراعة وذلك بعد اكتمال خيط الميسيليوم وتغطيته بالتربة الرملية الطينية الممزوجة، ويبدأ تشكيل الأجسام الثمرية بعد 21يوماً من الزراعة وتقطف الأجسام الثمرية عندما يصبح قطرها من 3إلى 5سم بواسطة سكين حادة وتنظيفها من الوسط الزراعي وتعبئتها وتسويقها. غرف النمو المناسبة للفطر: أفضل مكان مناسب لنمو الفطر هي غرف النمو المزودة بمنظمات للحرارة والرطوبة والتهوية وتكون بطول 20م * 7م وتتسع ل 5- 6رفوف من الصناديق الخشبية المخصصة لزراعة الفطر وتسمى هذه الطريقة بالطريقة الهولندية المتعددة الرفوف وتستخدم في المزارع الكبيرة حيث يزيد انتاج المتر المربع الواحد في الدورة على 30كغ. الطرق المستخدمة في زراعة الفطر: تختلف زراعة الفطر عن زراعة أي محصول آخر من حيث أماكن الزراعة أو الوسط الزراعي والاحتياجات البيئية والتقاوى المستعملة، حيث تحتاج مزارع الفطر إلى غرف خاصة تعرف بغرف النمو وهي غرف لاتصلها اشعة الشمس المباشرة مزودة بمنظمات لدرجة الحرارة ونسبة الرطوبة وتكون ذات منافذ جيدة للتهوية تحتوي على احواض زراعة الفطر وهي عبارة عن احواض اسمنتية أو صناديق خشبية مصفوفة فوق بعضها. القيمة الغذائية لفطر المشروم يعتبر فطر المشروم ذا قيمة غذائية مناسبة من حيث توفير البروتين النباتي ولما يحتويه من كميات عالية من الماء حيث تصل حوالي 88- 90% كما يحتوي 4.5مواد كربوهيدراتية 3.5بروتين و 3% مواد دهنية كما يحتوي على بعض العناصر الغذئية الفسفور والحديد والبتوتاسيوم كما يعتبر الفطر من الأنزيمات السهلة الهضم.