كثيراً ما يختلف الرواة والمتحدثون في اسم شاعر من الشعراء أو في بلده أو حتى في شعره واخباره أو في اسم شاعرة من الشاعرات أو في بلدها أو حتى في شعرها واخبارها بما فيهم شعراء وشاعرات الرعيل الاول شعراء وشاعرات الماضي الذين ابدعوا في الوصف وتغنوا باشعارهم الجميلة وعاطفة صادقة تحكي مدى الحب العميق للمنطقة التي يعيشون فيها وأهلها ومدى تعلقهم بموطنهم وحنينهم إلى الاطلال والمزارع ويبثون اليها آلامهم واحزانهم ويستشفون من لواعج الوجد بحنيهم اليها.. والشاعرة نورة الحوشان من أسرة الحوشان سكان بلدة (عين الصوينع) احد مراكز منطقة "السر" ولدت ونشأت فيها حضرية مستقرة لم تعرف البداوة، عاشت فيها طفولتها المبكرة ولها فيها ذكريات مرت عبر خيالها كالأحلام.. أجادت في تنظيم الشعر بخيطها الخاص ولم يعرف لها شعر قبل زواجها ورغم قلة شعرها ومحدوديته الا انها اخذت نصيبها من الشهرة.. فقد تزوجت هذه الشاعرة في ريعان شبابها.. تزوجها عبود بن سويلم من أهل بلدة (نفي) وكان شاعراً مجيدا، واخوه محمد رئيساً لمركز نفي في ذلك الوقت.. فقد عاشت معه محبة له وكان له بئر زرعها.. فطلقها في حالة غضب وندم بعدها على طلاقها بعد أن عاد اليه رشده فأخذ يقول الشعر في حبها من ذلك بقوله: يا من لقللب حب نوره تغشلاه يومي به أوماي الهوا بالشراع إن نمت عندي وان تنبهت ما القاه ما اسج عن طرياه لو كان واع قلبي دوى به داه ما يسمع انداه إلى سمع من ينهاه طقه جلاع عليك يا اللي كن واضح ثناياه يردى قنوف يوم هل النواع يا من يعرف السحر هووين مجناه هو حب والاولف والا انهزاع وتزوجها من بعده خالد بن محمد بن سويلم ابن أخ زوجها السابق (عبود) وقد وفقه الله بتلك الزوجة الصالحة التي تحلّت بصفات فاضلة حميدة وسكنت في قلب زوجها الذي بادلها الحب والمشاعر وعاشا حياة هانئة مستقرة ومع هذا كله وما يعيشان فيه من ود وتفاهم الا ان عمه (عبود) ينتظر منه أن يطلقها غير انه لم يفعل شيئاً وبقيت معه.. وذات يوم خرجت زوجته من بيت زوجها الأخير ذاهبة إلى زرعه فقابلها في طريقها عمه زوجها الاول فحرجت من مقابلته واستحيت من السلام عليه وفي ذلك قالت: ياعين هلي صافي الدمع هليه وإلى قضى صافيه هاتي سريبه ياعين شوفي زرع خلك وراعيه هذي معاويده وهذي قليبه امنول خلي قريب ونرجيه واليوم جيتهم علينا تعيبه يمرني بالدرب مقدر أحاكيه مصيبة ياكبرها من مصيبه اللي يبينا عيت النفس تبغيه واللي نبي عيا البخت لا يجيبه وقد قالت الشاعرة نورة الحوشان هذه الأبيات الخمسة رداً على شعر زوجها الاول ولا سيما وزرع زوجها الأخير قريب من زرع عمه عبود لذلك فهي تشاهد بعينها زرعه وبئره ومعاويده وتراه كلما خرجت لتذهب لزرع زوجها الأخير.