عدم تسديد تسليفات الرهن العقاري، الممنوحة لمدينين لا يتمتعون بقدرة كافية على التسديد، يتكثف في الولاياتالمتحدة ويسبب أولى عمليات الإفلاس في مؤسسات مصرفية متخصصة. وفي أغسطس 2007، تدهورت البورصات أمام مخاطر اتساع الأزمة والمصارف المركزية تتدخل لدعم سوق السيولة. وفي أكتوبر وديسمبر من عام 2007عدة مصارف كبرى تعلن انخفاض كبير في أسعار أسهمها بسبب أزمة الرهن العقاري. وفي يناير 2008الاحتياطي الفدرالي الأمريكي، البنك المركزي، يخفض معدل فائدته الرئيسية ثلاثة أرباع النقطة إلى 3.50في المائة، وهو إجراء ذا حجم استثنائي. وفي فبراير 2008، الحكومة البريطانية تؤمم بنك "نورذرن روك". وفي مارس: تضافرت جهود المصارف المركزية مجددا لمعالجة سوق التسليفات. وأعلن "جي بي مورغان تشيز" شراء بنك الأعمال الأمريكي "بير ستيرنز" بسعر متدن ومع المساعدة المالية للاحتياطي الفدرالي.وفي سبتمبر2008، وزارة الخزانة الأمريكية تضع المجموعتين العملاقتين في مجال تسليفات الرهن العقاري "فريدي ماك" و"فاني ماي" تحت الوصاية طيلة الفترة التي تحتاجانها لإعادة هيكلة ماليتهما، مع كفالة ديونهما حتى حدود 200مليار دولار، كما اعترف بنك الأعمال "ليمان براذرز" بإفلاسه بينما ألن احد ابرز المصارف الأمريكية، "بنك أف أيركا"، شراء بنك آر للأعمال في وول ستريت هو "ميريل لينش".عشرة مصارف دولية تتفق على إنشاء صندوق للسيولة برأسمال 70مليار دولار لمواجهة أكثر حاجاتها إلحاحا في حين توافق المصارف المركزية على فتح مجالات التسليف، إلا أن ذلك لا يمنع تراجع البورصات العالمية. وفي نفس الشهر، الاحتياطي الفدرالي والحكومة الأمريكية تؤممان بفعل الأمر الواقع اكبر مجموعة تأمين في العالم "إيه. آي. جي" المهددة بالإفلاس عبر منحها مساعدة بقيمة 85مليار دولار مقابل امتلاك 79.9في المائة من رأسمالها. خلال نفس الشهر سبتمبر، البورصات العالمية تواصل تدهورها والتسليف يضعف في النظام المالي. وتكثف المصارف المركزية العمليات الرامية إلى تقديم السيولة للمؤسسات المالية، كما اشترى البنك البريطاني "لويد تي اس بي" منافسه "اتش بي او اس" المهدد بالإفلاس، والسلطات الأمريكية تعلن أنها تعد خطة بقيمة 700مليار دولار لتخليص المصارف من أصولها غير القابلة للبيع. كما وجه الرئيس الأمريكي جورج بوش نداء إلى "التحرك فورا" حيال خطة لإنقاذ المصارف لتفادي تفاقم الأزمة في الولاياتالمتحدة. تلك الأزمة التي تطغى على المناقشات خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بينما تضاعف الأسواق المالية قلقها أمام المماطلة حيال الخطة الأميركية. وفي الشهر الجاري أيضا ينهار سعر سهم المجموعة المصرفية والتأمين البلجيكية الهولندية "فورتيس" في البورصة بسبب شكوك حول قدرتها على الوفاء بالتزاماتها. وفي الولاياتالمتحدة، يشتري بنك "جي بي مورغان" منافسه "واشنطن ميوتشوال" بمساعدة السلطات الفدرالية. وفي أوروبا، يجري تعويم "فورتيس" من قبل سلطات بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ، وفي بريطانيا، يجري تأميم بنك "برادفورد وبينغلي". وفي آخر أيام أغسطس يرفض مجلس النواب الأمريكي بالأغلبية خطة الانقاذ وول ستريت من الانهيار. وكانت البورصات الأوروبية تراجعت بقوة هي الأخرى في وقت سابق خلال النهار في حين واصلت معدلات الفوائد بين المصارف ارتفاعها مانعة المصارف من إعادة تمويل ذاتها. وقبل رفض الخطة، أعلن بنك "سيتي غروب" الأميركي انه سيشتري منافسه "واكوفيا" بمساعدة السلطات الفدرالية، وفي البرازيل، تم تعليق جلسة التداول في البورصة التي تسجل خسارة تفوق 10في المائة