إشكالية التعبير عن الفرح أشك أحيانا أنها تتداخل مع نسيج الخصوصية السعودية.. بمتابعة جزء من المشهد الاجتماعي نجد أننا أحيانا نتعايش مع الفرح ولا نعيشه... كأننا نجد صعوبة في أن نفرح من أعماقنا بل إن بعضنا يصر على أن يتعوذ من الشيطان الرجيم كلما ضحك..؟ مع أن الشيطان لا يمنح الفرح على الاطلاق بل انه مصدر شر وكآبة.. الشيطان لا يدفعك للعطاء على الاطلاق بل انه يزيدك حبا في المال ويزيدك انانية ويزين لك تدمير الآخرين.. والفرح لا يمكن أن يأتي ابداً لنفوس البخلاء في مشاعرهم وجهدهم ومالهم.. لنعد لمشهد الفرح في مجتمعنا نجدء أنه يتسم بالجمود خاصة مع أسرنا... وإن كان الجيل الجديد أكثر قدرة على ممارسة الفرح ولكننا نصر على تقييده بمنظورنا للفرح.. أفراحنا اشعر أحيانا أنها تشبه مآتم بعض المجتمعات العربية.. لا أريد أن تتحول افراحنا الى حالة من الصخب ولكن قدرتنا على أن نفرح من الأعماق لخير أصابنا أو شر تجاوزنا هو شكل من أشكال الشكر لنعم الله قبل أي شيء آخر ناهيك عن فوائده الصحية : النفسية والبدنية... في العيد بعضنا يذهب للقاء الأهل وهو متثاقل إلى حد مبالغ فيه.. الخطورة ان بعضنا يستكثر الفرح على أهله ويمنحها بسخاء للأصدقاء وكأن هؤلاء لا حق لهم في الفرح والابتسام.. بعض النساء ليست أقل بخلاً من الرجال في نشر الفرح حيث لا تجد سعادتها إلا مع صديقاتها ايضا اما الابناء فباتوا عبئاً على الطرفين.. أن تعيش الفرح فأنت تقدر نفسك وتسعدها انه أجمل مكافأة يمكن أن يحصل عليها الإنسان.. أتصور أن برامج الأمانة واحتفالات العيد المنتشرة في أرجاء مدينة الرياض مجال جيد لتعليمنا الفرح الجماعي.. للأسف نحن نحب الانغلاق حول أنفسنا بشكل يفوق الأمر الطبيعي حيث نفرح بصمت ونبكي بصمت.. ونحب في سراديب الظلام.. في المدرسة لم نعلّم صغارنا أن الفرح نعمة من الله بل ملانا عقولهم ووجدانهم بالخوف من الفرح وكأن زهدنا في الدنيا اكتمل.. في الصحف اليوم بتنا نقرأ أخبار الجرائم أكثر من أخبار البناء والنماء مع أننا نعيش نهضة وطفرة جديدة ولكنه الاكتئاب والبحث عن الترويع.. إذا لم نستطع الفرح فعلى الأقل علينا أن لا نخافه وأن نمارسه بعمق وليس تعايشاً فقط.. العيد هوأجمل الأيام التي يمكن أن يعيش فيها الإنسان أكثر لحظات الفرح.. أسعد الله أيامنا بطاعته وشكره...