"مصيدة التسلل" مصطلح في الألعاب الرياضية يمكن تطبيقه على حالات الهجرة البشرية غير القانونية وتسلل اللصوص، والإرهابيين وأصحاب الجنح والجرائم الأخرى، ويمكن تطبيق هذا المفهوم تحديداً على الاقتصاد وخاصة في حالة تصاعد الأزمة العالمية الراهنة، حينما تفتح الحيتان الكبيرة أفواهها لابتلاع الأسماك الصغيرة.. وحتى لا نُرتهن إلى مغريات ما يروّجه الخبراء وبعض المبشرين بالفرص الاستثمارية والإيداعات الأخرى في صناديق وبنوك أمريكا بوجود أعلى المخاطر التي تحذر منها المراكز الأخرى التي رفضت المغامرة في أوروبا وآسيا بإنقاذ الاقتصاد الأمريكي، يُفترض أن نعلن حالة الطوارئ في مؤسساتنا بأن لا ننخدع بتسويق ما يقوله بعض الخبراء طالما نشهد أن الأموال التي تكدست في يوم ما في خزائن أمريكا أصبحت عرضة للإفلاس، وعندها سيكون القانون في صف تلك الصناديق والبنوك، وفي أحسن الأحوال قد تأتي التعويضات، وربما بدون أرباح، بإخراج خردة الحديد من مستودعات وزارة الدفاع من أسلحة، أو بعض سلع فائضة عن حاجة أمريكا، وقد تكون الكارثة لو أن القوانين تُنهي قراراتها برفض أي مطالبات حكومية أو أفراد نتيجة الإفلاس المتوقع أن يعلن، وتحميه مصالح وقوانين الدولة العظمى.. الآن لسنا بصدد ما ستجري عليه المفاوضات والمداولات فيما اتجه من فوائض مالية أو استثمارات وظِّفت في سندات الخزانة الأمريكية، أو بيوت المال الأخرى وإنما الكيفية بالمحافظة على مدخراتنا ودخولنا الموجودة في حوزتنا حتى لا تأتي الضغوط أو المغريات أو حتى افتعال أزمات وحروب صغيرة تكون إنذاراً يخدعنا بموضوع الأمن ومخاطر حياتنا ووجودنا، كما حدث في حروب الخليج، أو دفع فواتير ما جرى من صراع في بقعٍ عالمية عندما كانت الحرب الباردة تفترض خلق الأزمات، وحين كان نشر الذعر من الشيوعية هدفاً لاستنزاف موارد كثير من الدول، والآن ونحن نملك الرؤية ونقرأ الواقع الأمريكي وتبعاته على العالم، نجد أن الركض في إنقاذ المريض ليس أمراً سهلاً يعتمد علينا، وإن كان هناك من لديه قناعات مخادعة بشفاء أصحاب تلك العلل وخاصة من الذين لا يزالون على إيمان مطلق بفلسفة الإدارة الأمريكية وأساليبها وقدرتها على الخروج من المآزق، وهو أمر طالما أدخلنا في ورطة عريضة بصفقات جاءت عوائدها حُزماً من الإفلاس، ونحن على يقين من أن دول الخليج لديها من الخبرة ما يجعلها توسّع دائرة فهمها، وتتبع دولاً لديها نفس الحس والهاجس، وتتصرف وفق مصالحها لا بدافع أوهام تروّجها مؤسسات أو شخصيات تغير الألوان من سوداء إلى بيضاء. لقد سقطت دول آسيوية في مغامرة الأزمات التي دمرت العديد من اقتصاديات التنانين، وفي السبعينيات وقع كثير من الدول في مغريات القروض والعوائد الوهمية بما فيها بريطانيا ، وحتى نستفيد من الدروس علينا أن نراقب وندقق ونواجه الحالات الطارئة بإخضاعها لكل الاحتمالات الأسوأ حتى لا نكون جزءاً من ضحية ما حدث من فسادٍ وتجاوزاتٍ أمريكية.