يبحر بنا الأستاذ محمد عبدالرزاق القشعمي في كتابه الموسوم ب (رحلة العمر والفكر) في "سياحة" توثيقية؛ وإضاءة بانورامية شاملة في حياة المفكر والأديب السعودي العملاق عبدالكريم الجهيمان. وعلى مدى أكثر من مائتي صفحة من القطع المتوسط يقدم لنا القشعمي حياة الجهيمان عبر الطفولة في نجد وطلب العلم في الرياض والحجاز ثم السفر إلى باريس مروراً بالجوانب الأخرى من حياة الجهيمان صحفيا، ومؤلفاً، وشاعراً وكذلك الجوانب الإنسانية في حياة هذا العملاق. وفي القسم الثاني من الكتاب نجد: الوراقي (الببلوجرافيا)؛ حيث يورد المؤلف آثار الجهيمان من الكتب ومقالاته في بعض الدوريات، وكذلك الجهيمان في آثار الدارسين والكتب التي ذكر فيها الجهيمان والمقالات والمقابلات. أما ملاحق الكتاب فتحتوي على صور نادرة للجهيمان عبر مراحل حياته المختلفة وكذلك مؤلفاته. وفي تقديمه للكتاب يقول الشاعر سعد البواردي بأن الجهيمان: "اختار أن يلج باب المعرفة من أوسع أبوابه.. أعطى لقلمه العنان عبر الكثير من الصحف، كتب عن المجتمع شؤونه وشجونه.. كتب عن التراث بكل عناوينه ومضامينه.. كتب عن أدبيات الأسطورة التي تستهوي الكبار والصغار على حد سواء.. رصد أمثالنا الشعبية كما لم يرصدها غيره تحليلاً وتعليلاً". أما مؤلف الكتاب الأستاذ القشعمي فيحكي عن علاقته مع الجيهمان التي امتدت قرابة العقدين وكيف تطورت عبر السنوات، كما يحكي عن العادات الشخصية والغذائية لمفكرنا الكبير الجهيمان وعن حبه للسفر وللشعر وكراهيته للمتملقين والمنافقين والمدعين. ويشير إلى أن الجهيمان وقد تجاوز المائة من عمره يذهب ضحى كل يوم عدا الجمعة إلى مسبح رعاية الشباب بالمعذر ليسبح لمدة ساعة، وما زال يمارس رياضة المشي رغم أنه قد قلل منها بناء على نصيحة طبية. ويقدم المؤلف مقارنة بين الأديب المصري رفاعة الطهطاوي وبين أديبنا عبدالكريم الجهيمان حول علاقتهما بباريس بل وذلك التوافق العجيب بين تعليمهما وعملهما - كل في بلده - في محالات الصحافة والتعليم. ويقدم الكتاب رصداً لما ناله الجهيمان من تكريم في عدد من المحافل كما يتضمن الكتاب مقالات للدكتورة ليلى الجهيمان والأستاذة سارة الجهيمان عن والدهما.. الكتاب بحق يستحق القراءة.