يرى كثير من الخطاطين المعاصرين أن الخطوط الكمبيوترية لا حياة فيها ولا روح، بل يرون أنها ساهمت بشكل كبير في تشويه صورة الحرف العربي، وذلك لافتقادها في كثير من الأسس القاعدية التي يعتمد عليها بناء الحرف. غير أن هناك بعض الخطاطين الذين ساهموا من خلال الحاسوب في أحياء الخط وبث روحه من جديد من خلال المحافظة على أسسه وبنائه، وهناك من يرى أن بعض الخطوط كالخط الكوفي الذي يعتمد على أبعاد هندسية في كثير من أنواعه لا ضير من استخدام تقنية الحاسوب والذي يسهل عملية البناء، وكونه يختلف عن بقية أنواع الخطوط الأخرى التي تبرز مهارة الخطاط. وقد أخذ قسم التربية الفنية بجامعة أم القرى على عاتقه تأصيل فنون الخط العربي عبر مقرراته الدراسية، وذلك من خلال اعتماده المعرض السنوي لطلاب قسم التربية الفنية من خلال معرض الخط العربي السنوي، الذي حمل عنوان حروف من روح وجمال، وحاكى الطلاب جمال الخط الكوفي والزخرفة من خلال الحاسوب التي تجلت الخصائص التشكيلية والجمالية للخط والزخرفة في أعمال الطلاب عبر عناصر ثلاثة وحدات العمل الفني والعلاقات بين الوحدات والتأليف. يقول الدكتور أحمد رملي فيرق: "عبر برامج الحاسوب استطاع الطلاب أن يظهروا مهارة فائقة في التعامل مع التصاميم بفكر واع، وقدرة أبداعية في تشكيل الخط العربي جعلت للحروف مذاقا فنيا له صورة بصرية موضوعية ، وقدرة ابتكاريه في المزج بين جماليات الزخرفة والخط العربي، وسواء اعتبرت الزخرفة جزءا متمما للخط العربي أو اعتبر الخط العربي جزءا متمما للزخرفة تبقى في النهاية لوحة تشكيلية تحمل في طياتها عناصر وأسس التصميم للعمل الفني . فالخط العربي كشكل كان طوال رحلته عبر القرون الماضية ملتقى حوار مستمر بين العلم والفن فهو يعمق وعينا بهندسته ويرهف حسناً بجماليته ويرغم العين على تتبع كل حرف من حروفه وكيفية تداخل بعضها ببعض بما يغير مراكز اللوحة باستمرار فيخيل إلينا انه يتحرك وهو جامد وفي ذلك خصوصيته التشكيلية الرائعة". يقول الأستاذ جلال فخري فلمبان أستاذ مادة الخط العربي بجامعة أم القرى: "يمثل الخط العربي الركيزة الكبرى للفنون الإسلامية . وقد أصبح الخط العربي في وقتنا الحاضر هو وعاء الحضارة الإسلامية . ومن هذا المنطلق نرى إن ما يميز مسيرة الحرف العربي هو انه يسير في رحلة وجدانية يستشعر المتتبع لهذه الرحلة بدفء الإيمان وتوهج الرسالة وصدق الانتماء. فالحروف ليست قطعاً جامدة بل هي كائنات تشع بالحياة وتنبض بمشاعر الفنان. فمثلا ما للخط الكوفي المربع من جمود وصلابة في زواياه القائمة، نجد العذوبة والراحة في تناسق حروفه وحلوله غير النمطية".