تمثل ذكرى اليوم الوطني للمملكة مناسبة خاصة في نفوس ووجدان الشعب السعودي لارتباطها بأغلى الذكريات وأعز الأماني التي تحققت وانبثق فجرها في عام 1351ه/1932م على يد موحد هذه البلاد جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود (رحمه الله) الذي تحدى الظروف والصعاب واستطاع ان يحقق معجزة بناء وحدوي وحضاري في زمن قياسي بحساب أعمار الشعوب والأمم وأعلن توحيد المملكة. وبهذه الذكرى العطرة قامت "الرياض" بجولة في القرى والهجر التابعة لمحافظة الطائف إضافةلسكان البادية، حيث تسابق المواطنون من مختلف الفئات والأعمار للتعبير عن سعادتهم بهذه المناسبة وهم يتذكرون مواقف المؤسس الباني (رحمه الله) وما قدمه في تلك المرحلة من ملاحم لإعلاء كلمة الحق. في البداية تحدث لنا المواطن طريخم شلاح البقمي الذي يبلغ من العمر 96عاماً، وقال: لقد استطاع قائد المسيرة الملك عبدالعزيز (رحمه الله) استجماع طاقات ابناء الوطن والانطلاق معهم بكل قوة وعزم من اجل صنع فجر جديد على ارض المملكة والمنطقة بأسرها، حيث حول البلاد من موقع يعم بالخوف والقتل والجوع إلى جنة ننعم فيها بالأمن والأمان ورغد العيش. وخلال سنوات قليلة وفي زمن قياسي بكل المعايير قدم جلالته للعالم نموذجا رائعا وتجربة تنموية فريدة قوامها الاعتماد على الذات والثقة بالنفس وبالقدرات الوطنية والاستغلال الأمثل للثروة النفطية. كما جعل جلالته بناء الإنسان السعودي في مقدمة أولوياته لإيمانه المطلق بأن الإنسان الواعي المتعلم القادر على فهم كل ما يحيط به وما يجري من حوله هو الإنسان الأقدر على صيانة الوطن وحماية الانجازات ومكتسباته. بينما أكد خير الله الزهراني الذي يبلغ من العمر 91عاما من الباحة وأول قائد قطار في المملكة أن الله عز وجل وهب بلادنا زعيما أشعل نور العدل والحق والمعرفة وأشاع بين شعبه روح المحبة بعد الفرقة والشتات وجمع قلوب ابناء الوطن على قلب رجل واحد وحقق لهم الانتماء والهوية ووفر لهم سبل العيش الكريم والرفاهية والمكانة المرموقة بين شعوب العالم. وقد قدم جلالته للعالم نموذجا فريدا للتنمية والبناء والتقدم الحضاري فكان مزجه الرائع بين الاصالة والمعاصرة، حيث حافظ على العادات والتقاليد والتراث والإرث الثقافي الى جانب الأخذ بأسباب التقدم والرقي. وقد أولى جلالته الشباب أهمية خاصة باعتبارهم عدة الوطن في الحاضر والمستقبل وهم الدرع الواقي الذي يضمن للوطن الأمن والاستقرار والتقدم والرخاء. كما حرص جلالته على ان يتحلى ابناء المملكة بسمات الأخلاق الإسلامية والإخلاص في العمل والمثابرة والاعتزاز بالدين والوطن والسعي لدعم مكانته وتعزيز وضعه إقليميا وعالميا وقد كان لي معه موقف في الستينات الهجرية عندما كلفت بقيادة أول قطار من الظهران إلى الرياض، حيث استقبلنا جلالته استقبالا أبويا حانيا مصحوباً بتواضع جم ثم قال لي: "شد حيلك وواصل التعليم فنحن نفخر بكم ولا تجعلونا نحتاج إلى غيركم". وتحدث المواطن حمدي ساير الهذيلي احد سكان البادية وقال: لقد قيض الله لنا الملك عبدالعزيز رحمه الله تعالى، حيث شكل قدومه إلينا حداً فاصلا بين عهدين عهدٌ تجرع في سنواته آباؤنا وأجدادنا مرارة الحرمان والظلم والاستبداد والتخلف والبؤس والشقاء والجوع والمرض والعزلة الشاملة والجهل وضعف الدين . وعهدٌ حمل أهداف التغيير وتمكين الإنسان السعودي من استعادة كرامته وحريته على يد جلالة الملك عبدالعزيز الذي وحد البلاد ونشر العدل بين الناس تحت راية التوحيد وقد كان تعامل جلالته مع أفراد شعبه ينطلق من عاملين رئيسيين هما: مخافة الله والحرص على إرضائه في السر والعلن وحبه لأبناء شعبه وسعيه الدؤوب لتوفير الحياة الكريمة لهم وإقامة العدل بينهم. واشار إلى ان الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه يتمتع بعزيمة قوية وإرادة صلبة ونفاذ بصيرة وحكمة بالغة واهتم بتعليم الشباب حتى وصل التعليم إلى ابناء البادية لإيمانه بان الشباب هم عماد المستقبل وذخر الأمة، كما اهتم بجميع ما تتطلبه البلاد حتى تحولت لدولة عصرية تملك كل مقومات المدنية والحداثة وتتمتع بالأمن والاستقرار فالحمد لله العلي العظيم الذي سخر لنا جلالة الملك عبدالعزيز باني نهضتنا ومجدنا الذي ننعم به الآن وواصل أبناؤه البررة مسيرة البناء والتطور والرقي.