قال مسؤول مصري أمس ان الخاطفين الذين خطفوا 19رهينة من بينهم سياح أوروبيون من منطقة صحراوية في مصر هددوا بقتلهم اذا جرت محاولات للعثور عليهم بطائرة. وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان منظم الرحلة السياحية في منطقة حدودية صحراوية اتصل بزوجته الالمانية وأبلغها بالتهديد الذي نقلته بدورها للسلطات المصرية.واحتجز الخاطفون الملثمون 19شخصاً وهم خمسة ايطاليين وخمسة المان وروماني وثمانية مصريين بينما كانوا يقومون برحلة في البرية في جنوب غرب مصر يوم الجمعة الماضي. وهذه هي المرة الأولى التي يخطف فيها سائحون في مصر وتشكل هذه القضية تحديا للحكومة المصرية التي لديها حس أمني عال في دولة تشكل فيها السياحة الاجنبية ستة في المئة من الاقتصاد الوطني. ووجه متشددون ضربات لصناعة السياحة في البلاد خلال العقود الماضية بهجمات بالقنابل والرصاص أسفرت عن مقتل المئات. ونفت وزارة الخارجية المصرية مانسبته بعض وسائل الإعلام عن الوزير أحمد أبو الغيط بشأن إطلاق سراح السياح المختطفين والمصريين المرافقين لهم. وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير حسام زكي :إن ما نسبته بعض وسائل الإعلام لوزير الخارجية أحمد أبوالغيط عن إطلاق سراح السياح المختطفين لم يكن دقيقا حيث تحدث الوزير عن تقارير غير مؤكدة حول إطلاق سراح السياح"، لافتا الى أن "الموقف لازال على ما هو عليه". في غضون ذلك ، أكد مصدر مصري مسؤول أن الجهود والمساعي المصرية مستمرة لإطلاق سراح السياح المختطفين، مشددا على "أن حادث الأختطاف هو عمل جنائي بحت ولا توجد به أية شبهة سياسية أو إرهابية". كما أكد المصدر أن السلطات المصرية لم تتلق أي اتصال من مختطفي السائحين ولم تدخل معهم في أية مفاوضات بشأن الإفراج عنهم ، وذلك نفيا لما تردد عن وجود اتصالات مع الملثمين الذين اختطفوا السائحين على حدود مصر الجنوبية. كما نفى وزير السياحة المصري زهير جرانة إجراء أية مفاوضات مع الخاطفين ، وقال :إن أية اتصالات رسمية لم تجر مع الخاطفين". وأشار زهير جرانة الى أن عملية الاختطاف نفذت يوم الجمعة الماضية ولم نعلم بها إلا عن طريق زوجة صاحب الشركة السياحية ، مؤكدا أن الحكومة المصرية تحرص في المقام الأول على سلامة المختطفين. وأكد أن المجموعة السياحية التي أعلن عن اختطافها موجودة في منطقة "كركوك طالح" وهي تقع داخل الأراضي السودانية ومتاخمة للحدود المصرية، مشيرا الى أن الخاطفين يقومون حاليا بعملية تفاوض مع الجانب الألماني حول الفدية المادية المطلوبة لإطلاق سراح المختطفين ،وهناك أرقام ترددت إعلاميا أن الفدية التي يطلبونها تتراوح ما بين 8و 15مليون دولار أمريكي. وقال جرانة إن وزارة السياحة شكلت غرفة عمليات تتابع بدقة أولا بأول تطورات عملية الإختطاف ، وأنه يتابع الموقف وعلى اتصال بكافة الجهات وبغرفة العمليات التي تعمل على مدار الساعة، مؤكدا أن الحكومة المصرية لن تهدأ إلا بعد الاطمئنان على المختطفين الاجانب والمصريين وسلامتهم وإطلاق سراحهم جميعا. ولفت جرانة الى عدم وجود أي معلومات مؤكدة حتى الآن حول هوية الخاطفين أو لأية جماعة ينتمون . وأكد وزير السياحة المصري أن جميع المختطفين بحالة صحية جيدة وأن الوزارة اطمأنت على سلامتهم جميعا من خلال زوجة رئيس شركة السياحة المخطوف والتي قالت إنها تلقت اتصالا من زوجها طمأنها على صحة المختطفين جميعا وأكد أن المفاوضات مازالت مستمرة بين الخاطفين والحكومة الالمانية حول إطلاق سراحهم ، ولم يتم التوصل إلى اتفاق حتى الآن .في غضون ذلك ، قالت رئاسة مجلس الوزراء المصري إن رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف يتابع مع الجهات المسؤولة أولا بأول تطورات حادث اختطاف المجموعة السياحية والعمل على تأمين إطلاق سراحها. كما أوضحت مصادر مطلعة أن فريقا من جهاز المخابرات المصري توجه للسودان لمتابعة الجهود الجارية لاطلاق سراح المختطفين.