تحل الذكرى الغالية لليوم الوطني للمملكة هذا العام، وسفينة الوطن تمضي بكل قوة وسلام وثقة وأمان في بحر التطور والنهضة الحضارية والبناء والارتقاء الإنساني، وأصبحت تجربة المملكة في النهوض والتنمية نموذجاً مضيئاً ينظر اليه بكثير من الاحترام والتقدير في العالم أجمع بالنظر الى ان عمر التجربة القصير قياساً بتجارب الشعوب في التاريخ والتي تستغرق مسيرة طويلة من العقود وربما القرون، لكن تجربة المملكة المتميزة بدأت منذ اطلق المؤسس الباني الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - مشروع وحدة هذا الكيان وتأسيس المملكة قبل نحو 78عاماً، وبعد رحلة كفاح ونضال شريف جمع فيها أجزاءها المتناثرة، ووحد القلوب المتنافرة، فصنع مملكة الحب والإنسانية والعطاء والبناء. والمتأمل لما تحقق للمملكة من تطور اقتصادي ونهوض حضاري يشمل كل مناحي الحياة ليستشعر حقيقة بكل الفخر والاعتزاز ما حققته المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، من قفزات تنموية ضخمة تعود على كل مواطن على هذه الأرض بالخير والرفاهية، وهي قفزات متواصلة بإذن الله بفضل عزيمة قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الذي يسهر على أمن ورخاء الوطن والمواطنين ويسعى الى المزيد من التطور والبناء. ويأتي احتفالنا باليوم الوطني هذا العام مع مؤشرات مبشرة بأداء اقتصادي يفوق كل التوقعات، تبدو شواهده في ارتفاع ايرادات الدولة الفعلية الى معدلات غير مسبوقة، لكن مع هذه الزيادة الضخمة اسمياً الا انه يقابل ذلك تدن تاريخي في سعر الدولار الأمريكي، وهو ما يعني تناقص القيمة الحقيقية لمواردنا المرتبطة بقيمة الدولار، لكن وبكل المقاييس فإن ايرادات الدولة تشكل تطوراً ممتازاً يمكن الدولة من تحقيق برامج طموحة للتنمية، والتخفيف من موجة التضخم التي تأتينا من الخارج وليس لنا علاقة بها. ولا شك ان خادم الحرمين الشريفين سيواصل نهجه الحكيم الذي اتخذه منذ سنوات لاستثمار فوائض الميزانية في تقليص حجم الدين العام على الاقتصاد الوطني، حيث تمكنت الدولة بفضل هذه السياسة من تقليص حجم الدين من معدلاته العالية الى معدلات آمنة، فتناقص بنهاية العام الماضي (2007م) الى ما يمثل نسبة 19% من إجمالي الناتج المحلي ليصبح 267مليار ريال، بعد ان كان في عام 2006م يبلغ 28%، وفي عام 2005م كان 40%، وبالتوازي مع هذا النهج سيواصل خادم الحرمين الشريفين الضخ في صندوق احتياطي الدولة الذي تم بناؤه لتوضع فيه أجزاء تقتطع من الوفرة المالية لتشكل ادخاراً وضماناً يحمي الأجيال في حال التذبذب او التقلب في ايراداتنا البترولية التي ما تزال تمثل عصب موارد الدولة، حيث تم استقطاع 200مليار ريال على مدى العامين الأخيرين لهذا الاحتياطي. من حقنا ان نفخر ونعتز بما وصلت اليه المملكة من بناء وتطور حضاري، وكان نصيب الإنسان السعودي من هذا التطور والبناء كبيراً، حيث آمن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - ومن قبله أشقاؤه - يرحمهم الله - بأن بناء الإنسان السعودي وتطويره هو الأساس الذي ترتكز عليه مسيرة بناء الوطن، ولعلنا نعتز بما نشاهده الآن مما حققه الإنسان السعودي من تطور علمي وحضاري، فهو يشارك بكل همة في مسيرة العطاء الإنساني وخدمة البشرية، وانطلقت المملكة نحو المزيد من التطور والبناء، وأصبح اقتصادها والحمد لله أكبر اقتصادات المنطقة. @ رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض