أكد المهندس أحمد الراجحي، رئيس اللجنة الصناعية بغرفة الرياض، أن مستقبل المملكة الصناعي في الاستثمار بالصناعة البتروكيماوية، والصناعات التحويلية التي تقوم على تلك الصناعات، حيث أن المملكة لديها ميزة تنافسية كبيرة في هذا المجال، وذلك من خلال ما تملكه من مصادر الطاقة الأساسية لتلك الصناعة. وقال ان القيمة المضافة محدودة في مجال الصناعات البتروكيمياوية الأساسية، فيما ترتفع تلك القيمة إلى ثلاثة أضعاف في الصناعات التحويلية التي تقوم على تلك الصناعات. وتوقع أن تحقق الصناعات البتروكيميائية في المملكة نموا بمعدل يصل إلى 200%، وذلك من خلال المشاريع الصناعية المؤكدة التي تحت التأسيس خلال العامين الماضيين والخمسة أعوام المقبلة، قائلاً انها تعادل ضعفي حجم المشارع البتروكيماوية التي تم انجازها خلال الثلاثين عاماً الماضية. ورجح أن تحقق الصناعات التحويلية التي ستقوم خلال العشرة أعوام المقبلة في المدن الصناعية السعودية نمواً يصل إلى نحو 15% في كل عام. وأضاف الراجحي أن أي استكشافات جديدة في مجال الغاز المستخدم كلقيم أساسي في صناعة المواد الأساسية، يعزز فرص قيام المزيد من المشاريع الجديدة في هذا المجال. ويهدف القائمون على الصناعة في المملكة أن تكون موردا عالميا في مجال صناعة البتروكيماويات ورفع حصتها في الأسواق العالمية عن معدلاتها الحالية، وذلك لعدد من الأسباب الهامة ومنها توفر المواد الهيدروكرونية في المملكة، التي أعطتها ميزة إستراتيجية، وكذلك الانتشار الواسع لهذه المصادر في باطن الأرض في المملكة واهتمام خطط التنمية بها سينعكس إيجاباً على نمو الاقتصاد السعودي. ويرى الخبراء في المجال الصناعي أن العوائد المالية من صناعة البتروكيماويات لا ينتظر أن تجنى فوراً لكنها ستؤثر إيجاباً على الاقتصاد الكلي من ناحية النمو الصناعي في عدة ميادين وخلق فرص وظيفية للقوى العاملة الوطنية المتزايدة كما ستزيد من دعم المملكة في قطاع التقنية وتعطي قابلية للتطور التكنولوجي. ويعتبرون الإنتاج الحالي من الكيماويات والبتروكيماويات في المملكة متواضعاً مقارنة باحتياطيات الزيت والغاز، حيث أن المبيعات المستهدفة للعام 2020م هي 100مليار دولار أمريكي مقارنة بنحو 20مليار دولار حالياً. ومن التأثيرات الإيجابية لصناعة البتروكيماويات في الاقتصاد، هي المساهمة في زيادة الناتج المحلي الإجمالي وإيجاد المزيد من الفرص الوظيفية وفتح المجال أمام تطوير وزيادة الصناعات التحويلية، حيث أن إنشاء أي مجمع للبتروكيماويات يفتح المجال لوظائف من 30إلى 50وظيفة وأن تصل الاستثمارات فيه إلى 100مليون دولار، فيما توفر الصناعات التحويلية البلاستيكية بين 300إلى 600فرصة عمل، وحجم الاستثمار يمكن أن يصل إلى نحو 100مليون دولار. ويتوقع أن يسهم مشروع شركة أرامكو مصفاة في رابغ "بترو رابغ"، في إنتاج 400مليون برميل لتخزين الاثيلين وإنتاج أملاح بطاقة 2.100في القسم الأساسي و 2.400في القسم الثانوي الخاص بالبتروكيماويات، وأن يكون داعماً كبيراً للصناعات البتروكيماوية في المملكة وعامل جذب للمزيد من هذه المشاريع، ويعتبر مشروع أرامكو أحد أكبر المشاريع في المنطقة، حيث تزيد تكلفة المشروع على 26مليار ريال. ويستهدف إنتاج البلاستيك وألياف الكربون وسيعمل على استخراج الهليوم وسيؤدي إلى تنمية الصناعة البلاستيكية الموجهة للتصدير وتنمية المشاريع البتروكيماوية.